قبل ما يزيد على ألفي عام كانت مدينة القدس خاضعة لنفوذ الاستعمار الروماني المترامي
الأطراف، وكان سكان المدينة المقدسة تحت جبروت الاستعمار عندما بدأ الرب يسوع المسيح رسالته الخلاصية للشعب العبراني وكل الأمم.
هذا وقد ترافق دخوله الأخير إلى المدينة مع أحداث تاريخية بارزة جعلت الشعب العبراني والمستعمر الروماني يعتقدون فيه ملك إسرائيل الزماني القادم لا محال مع كل المعجزات العظام والأعمال الجسام التي أنجزها، فكان الحفل الحاشد والاستقبال الواعد لهذا الملك الخالد في الكتب السماوية وفي الوجدان المسيحي إلى الأبد.
رغم أنه استقبال شعبي، إلا أنه وداع واستقبال في آنٍ معاً، استقبلوه بشرياً بحسب نوايا قلوبهم وسوف يصيحون بعد أسبوع اصلبه اصلبه، لكن قلة من اتباعه سوف يصمدون ويستقبلون منه نعمة الروح القدس في اليوم الخمسين بعد القيامة.
لقد استعد كل الحاضرين في المدينة المقدسة لاستقبال السيد، وقد كانوا كثراً لتواجدهم لأجل الاستعداد للاحتفال بالفصح اليهودي آنذاك. ودخل الرب يسوع المسيح المدينة المقدسة على صوت وقع الهتاف والصراخ “مبارك الآتي باسم الرب”. وتزينت مداخل المدينة المقدسة بسعف النخيل وأغصان الزيتون رموز انتصار الملوك في المعارك.
لكن يسوع لم يدخل المدينة على طريقة أهلها المحتشدين، بل دخلها راكباً على جحش ابن إتان رمزاً للفقر والتواضع وهو الذي كان بكل يسر وسهولة باستطاعته ان يركب العربات الضخمة التي تجرها الخيول الأصيلة، لكنه أراد أن يثبت للجميع معنى ملكه الحقيقي الذي علم عنه ودرس به ملكوته الذي في السماء وليس على هذه البسيطة الفانية.
وإذ يحتفل اليوم كل المسيحيين في العالم بهذه الذكرى المباركة فإننا نصلي مع مسيحنا مسيح المحبة والسلام لأجل أن يكلل شعب الرب في كل مكان بإكليل الصحة وتاج العافية.
إلى الرب نطلب… استجب يارب.