ترأس القدس الاب سامر مدانات بمعاونة الاب ؛علاء بعير الكاهن المساهد في رعية اللاتين في منطقة الجبيهة القداس الالهي الذي حمل عنوان “الفرح الفصحي بقيامة الرب” ، ذلك الفرح الذي يعطينا اياه السيّد المسيح، والذي هو ثمرة الايمان والرجاء والمحبة.
ورفع الاب سامر الصلاة بشكل خاص من أجل وحدة المسيحيين، وخاصة بعد الإشارة إلى جمال ذلك اللقاء الاخوي، الذي جمع بابا الكنيسة المرقسية بأخيه بابا الكنيسة الجامعة في روما. وبعد تلاوة صلاة المسبحة الوردية اكرامًا لأمنا العذراء في شهرها المبارك، وبعد التزوّد بجسد المسيح ودمه، توجه الجميع الى قاعة الرعية لمتابعة التنشئة الكتابية من خلال دراسة سفر الرؤيا، الذي يقدّمه الاستاذ رائد خوري، المحاضر في المركز اليسوعي. وتأتي هذه الدورة استمرارًا لمسيرة السينودس الكنسي “شركة ومشاركة ورسالة”.
في القسم الأول من المحاضرة، استعرض الاستاذ رائد خوري المعاني الرمزية لعدد من الارقام الوارد ذكرها في سفر الرؤيا. فالرقم واحد يرمز للوحدانية، والرقم ثلاثة يرمز لتجسيد الحقيقة، كحقيقة الله المثلث الأقانيم، وحقيقة الزمن اللازم للقاء الرب. فكما كان يونان في بطن الحوت لمدة ثلاثة ايام، هكذا كان السيد المسيح في القبر، وذلك قبل ان يقوم ليلتقي بالآب. أما الرقم أربعة فيرمز للعالم باتجاهاته الأربعة، وفئات الشعوب الاربعة: من كل قبيلة، وشعب، ولسان. وامة، وبشارة الأناجيل الأربعة.
واستعرض المُحاضر أهمية الرقم سبعة، الذي يرمز للكمال على المستوى الروحي، كمواهب الروح القدس السبعة. وأما الرقم أثنا عشر فيرمز للكمال على المستوى البشري، كيف لا، وعدد اسباط بني اسرائيل ١٢ سبطًا، وعدد تلاميذ المسيح ١٢ تلميذًا.
وبعد ذلك، تطرّق المحاضر الى الرقم ستة، والذي يرمز الى الخطيئة والنقص، فرمز الوحش المعادي لشعب الرب هو ٦٦٦.
وفي الختام، أنهى المحاضر الحديث عن رمزية الارقام، بالتطرّق الى رمزية الرقم ١٠، الذي يُشير الى الحد الأدنى لمسؤولية الانسان أمام الله. فهناك الوصايا العشر، وهناك العذارى العشر.
بالاضافة الى ذلك، فإن الرقم ١٠ يرمز لما هو قليل. فعلى سبيل المثال، يملك التنين ووحش البحر ١٠ قرون، أي ان قوتهم صغيرة ومحدودة، في مقابل السبعة قرون التي يملكها الحمل يسوع المسيح، الذي له كمال القوة.
وقد دلّل المحاضر على مصداقية تفسيرة لرمزية الارقام من خلال حساب الجمّل عند اليهود (عبارات وحروف يرمز لها بالارقام)، ومن خلال اقوال آباء الكنيسة وتعليمهم، وأيضًا من خلال موقع هذه الارقام في آيات الكتاب المقدس.
أما القسم الثاني من المحاضرة، فقد استهله الاستاذ رائد بالدخول في متن نص سفر الرؤيا، مبتدءًا بالتمهيد والمقدمة، وصولاً الى تفسير المعاني الرمزية التي وصف بها السيّد المسيح القائم من الموت.
فالشعر الابيض كالصوف يرمز الى نقاء السيد المسيح، الذي هو الحمل الذبيح. والسيف ذو حدين النازل من فم المسيح، هو سيف الكلمة، الذي يدين الاشرار في محكمة الرب ويفصلهم عن الاشرار. والكواكب التي يحتضنها المسيح في يمناه فترمز إلى رؤساء الكتائس، وإلى والملائكة الحارسة، التي تشمل الكتائس في رعايتها. واليد اليمنى هي يد الرب التي تبارك وتحمي الكنيسة، لذا وعد الله للكنيسة أن أبواب الجحيم لن تقوى عليها.
وأما الزنار الذهبي على الخصر، فهو يرمز لصدرة القضاء التي يلبسها عظيم الكهنة، وهنا السيد المسيح القائم من الموت يتسربل بالثوب الابيض الطويل، ثوب الملك والكهنوت، ثوب القضاء، والذي بكلمة فمه سيدين الاشرار في محكمة الرب.
والمسيح القائم قدماه أحميت بنار أتون، فظهر عليها أثار المسامير التي غُرست في جسده الطاهر على الصليب.
والمسيح القائم يسير بين المناور السبعة. وهذه المناور الذهبية ترمز الى الكنائس السبع. وطالما السيد المسيح يقف في وسطها، فلن تقوى عليها قوى الشر، وستتحطّم هذه القوى، بدم المسيح وثبات القديسين.
وفي الختام استمع المحاضر الى اسئلة الحضور ومشاركاتهم.