مأساة مسيحي المشرق بقلم منير يوسف صادر


احبتي
لست ادري ، نحن المسيحيين، كيف غاب عن البال او نسينا أن اثني عشر رجلا بلا سلاح ومن غير عنف وبالبشارة وبالبشارة فقط افتتحوا القارات الخمس ودان لمعلهم يسوع المسيح ، معظم سكان الكرة الارضية .
إن يسوع ، الذي يحمل المسيحيون اسمه، قلب موازين الناس ومحى شرائعهم منذ تمرّده في قانا وثورته على الصيارفة في الهيكل ودحرجته للحجر وقهره للموت بالموت .
اثنا عشر رجلا بسطاء كانوا الاكثرية، كانوا حملة صلبان وما خافوا الصلب لان من يخاف ينهزم والخوف هو عدو ملايين مسيحيي المشرق، كل مسيحي في مشرقنا يخاف الواقع ويخاف الغد وخوفه يدفعه الى طلب هجرة الى حيث يذوب في مجموعات لا قومية لها آتون من المكان الى اللامكان.
إخوتي،
مأساة مسيحيي المشرق هي عدم تقليد الاثني عشر، يعتبرون إنفسهم مشروع هجرة من اوطانهم وهذا ما أفرغ الاوطان منهم .
بالله عليكم، ألا ترون ان واقعكم اليوم هو افضل مما كان عليه واقع الرسل ؟ انتم أصحاب علم وثقافة وهم صيادون ، انتم تعيشون الرخاء وهم كانوا يتعاطون أشغالا شاقة ويسيرون حفاة .
احبائي ،.
لا تتركوا إشاعات العدد تهدّ عزائمكم، انتم الخميرة وانتم التور وانتم الملح، دعوا البارقليط ينفخ فيكم شجاعة الشهادة وحلاوة البشارة ولا تنظروا الى الحصى بل الى النجوم فتسمو اهدافكم وتصبحون انتم ملائكة الشرق وشياطينه وتصبحون حبة من تربته كما سبقنا الى ذلك مسيحيون أضاؤوا ظلمة المشرق كما فيض النور يوم القيامة .

  منير يوسف صادر