لماذا الشريرُ دائماً ينتصر..؟ لماذا الكاذبُ دائماً ينجح…؟ لماذا المحابي الوجوه يعيش دائماً بأمان…؟ “لماذا يبتلع المنافقون من هم أبرُّ منهم..(حب1: 13)؟؟ يقول الكتاب:
لمن المعاناة؟ لمن الويل والشقاء؟ لمن الجراح بلا سبب؟…إنها للمدمنين الخمر” (أم23: 29-30). أدركُ أنَّ “أقوالَ الربِّ حقٌّ وعادلة” (مز18: 9)…ولكن، لماذا؟…لماذا المعاناة للبار وليست للأشرار؟ لماذا الويل والشقاء للذي يقول الحق وليس للمنافقين؟ ولماذا الجراح للذين قلبهم مع الرب وليست للقاتلين وسافكي الدماء؟ هل هذا تأديب الرب كما يقولُ:”أمَّا أنتَ فلن أُفنيكَ بل أؤدِّبُكَ بالحقِّ”(إر30: 11- 12)…لماذا على الصّدّيق أن “يتحمّلَ التأديب كإبنٍ لله”(عب12: 7)، والمنافق “يتنعم كلَّ يومٍ ويلبسُ الثياب الفاخرة ويقيمُ الولائم” (لو16: 19)؟؟ لماذا “تقولون لصاحب الثياب الفاخرة: اجلس في صدر المكان، وتقولون للفقير: أنت اجلس هنا عند أقدامنا”(يع2: 3)، لماذا المنافق “يستعينُ بموازينَ الغش ويقتني الفقراءَ بالفضة والبائسَ بنعلين ويبيع نفاية الحنطة؟؟” (عا8: 5- 6)، لماذا الأشرار “يشتهون حقولاً فيغتصبونها وبيوتاً فيستولون عليها” (مي2:2)….
لماذا “أنتظرُ الحقَّ فإذا سفكُ دماء، والعدلَ فإذا صراخُ الظلم” (أش5: 7)، لماذا “يُقتل كلُّ ذكرٍ من شعبي” (خر1: 16)، لماذا “يُذبَحُ كلُّ طفلٍ ويُحرَقُ قرباناً على مذابح آلهة غريبة”(2مل16: 3، 2أخ28: 3)، لماذا “الأطفال يطلبون الخبز ولا من يعطيهم كسرة؟ ولماذا الذين يأكلون الطيبات ماتوا جوعاً في الطرقات؟ والذين تربّوا في الحرير ينبشون الطعام في المزابل” (مرا4: 4-5)؟..لماذا “الكافرون لا يجوعون ومن يطلب الرب يعوزه الخير”(مز33: 11)، لماذا الأشرار “يحولون الشر خيراً والخير شراً…، ويبرِّرون الشرير من أجل رشوةٍ ويحرمون البريء حقَّه” (أش5: 20-23)
“إلتفتوا إليَّ أفلا تُدهَشون؟ ومع ذلك تلزمون الصمت؟ (أي21: 5)، لماذا “يسكن في هيكلك يارب من لا يسلك بنزاهة ولا يقول الحق” (مز15: 2- 3)، لماذا “كلُّ من به عيب من نسل هارون يتقدَّم ليكون مكرساً للرب…، لماذا يتقدَّمُ الأعمى والأعرج والأجرب والمكسور والذي في عينيه بياض” (لا21: 18- 21)، لماذا “أنبياء أورشليم خطئوا وكهنتها ارتكبوا الآثام وسفكوا دم الأبرار في وسط المدينة” (مرا4: 13)، لماذا “رؤساء إسرائيل يسفكون الدمَ البريء، كلُّ واحد حسب طاقته،… يعاملون الغريب بالظلم، يحتقرون أمكنة الربِّ المقدَّسة…لماذا أهل النفوذ كأسودٍ مزمجرة مفترسة، يلتهمون الناس ويأخذون الأموال والكنوز ويُكثرون الأرامل….لماذا يغتصبُ وجهاءُ الشعب المسكينَ ويسرقونه ويستغلُّون البائس ويعاملون الغريب بغير حق”(حز22: 6-7؛ 25؛ 29). لماذا “يا رؤساء يعقوب ويا قضاة بيت إسرائيل تبغضون الخير وتحبون الشر، فتنزعون الجلد عن شعبي وتجردون اللحم عن عظامه تسلخونه وتأكلون لحمه، وتهشّمون عظامه تهشيماً تمدِّدونه كالشرائح في القدر وكاللحم في وسط المقلاة..” (مي3: 1-3)، لماذا “يا رعاة إسرائيل…لماذا تذبحون الخروف السمين ولا ترعون الغنم؟، لماذا الضِّعاف لا تقوُّونها، والمريضة لا تداوونها، والمكسورة لا تجبرونها، والشاردة لا تردونها، والمفقودة لا تبحثون عنها…” (حز34: 3- 4). لماذا “لماذا الرعاةُ يذبحون الغنمَ ولا يُعَاقَبُون، وكلُّ من يبيعُها يقول: تباركَ الرب صرتُ غنياً؟” (زك11: 5)، لماذا “يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون! تقطعون البحر والبر لتكسبوا واحداً إلى ديانتكم، فإذا نجحتم جعلتموه يستحق جهنم ضعف ما أنتم تستحقون؟؟” (مت23: 15)..لماذا “يا معلمي الشريعة تُغلقون ملكوت السماوات في وجوه الناس، فلا أنتم تدخلون ولا تتركون الداخلون يدخلون” (مت23: 13)..لماذا “من كان مملوءاً بالإيمان والقوة والروح القدس يُرجَم من جماعته” (أع7: 55). لماذا “شبَّان أورشليم، الأنقى من الثلج والأكثر بياضاً من اللبن والأزهى أجساماً من المرجان، اسوّدت وجوههم أكثر من السّواد… وجلودهم لصقت بعظامهم… ولماذا النساء الحنونات يطبخن أولادهنّ…لماذا؟..”(مرا4: 7- 8).
لماذا “أفسدت الشهوة عقولكم أيها الشيوخ وصرفت أعينكم عن السماء” (دا13: 9)، لماذا “ترفضوا أن تصغوا؟ ولماذا تديروا أكتافكم عناداً وتسدُّوا آذانكم وتجعلوا قلوبكم كحجر الماس لئلا تسمعوا؟” (زك7: 9- 12)، “آهٍ يا شعبي، لماذا ظالموك أولاد وحاكموك نساء؟ آهٍ يا شعبي! لماذا قادتك هم يضلِّلونك ويمحون معالم طرقك” (أش3: 12)… لماذا “لا يضعون مخافة الرب نصب أعينهم” (رو3: 15- 18)، لماذا يتكلم الأشرارُ “قائلين: عبادةُ الرب باطلة؟ وما المنفعة في حفظنا شعائره؟” (ملا3: 14-15)، لماذا “ناشر الأكاذيب ينجو”(أم19: 5) لماذا “يقولون: كل من يفعل الشر فهو صالحٌ في نظر الرب” (ملا2: 17)، لماذا” يحيا الأشرار ويشيخون ومع الأيام يزدادون اقتداراً، وذريتهم تتكاثر من بعدهم؟” (أي21: 7-8)، لماذا “الأرضُ امتلأت بالفاسقين، ومساعيهم صارت للشر؟” (إر23: 10).
لماذا “لا تمتنع عن الكفر وشهوات هذه الدنيا” (تي2: 12)، لماذا “من يضاجع إمرأةَ أبيه لا يقتل، لماذا لا يقتل من يضاجع ذكراً مضاجعةَ النساء، لماذا لا يقتل من يضاجع بهيمة (لا18: 22- 23؛ 20: 11- 15)، “لماذا يا بُنيَّ تهيم بالعاهرة أو تضم الفاجرة إلى حضنك؟”(أم5: 20)، “لماذا خرجتُ من الرحم لأرى البؤس والحزن وتُفنى أيامي في العار”(أر20: 18)، لماذا “صرتُ أجنبياً عند إخوتي، وغريباً عند بني أمي” (مز69: 9)، لماذا “آباؤنا خطئوا وزالوا ونحن نحمِلُ آثامهم” (مرا5: 7)، لماذا “وقفتم جانباً يا إخوتي يوم سبى الأجانب جيشنا ودخل الغرباء أبوابنا…لماذا كنتم كواحدٍ منهم” (عو1: 11)…. لماذا “المتكبرون الذين يعصون شريعتكَ يارب حفروا لي حُفراً…وزوراً يضطهدونني” (مز118: 84- 88)، لماذا “ينصُبُ الأشرار فخاً في الطريق التي يسلكها البريء” (مز142: 4)، لماذا “يَلحُّ الأشرار على إتلاف الشجرة مع ثمرها؟ لماذا يُصرُّون على قطع البريء من أرض الأحياء” (إر11: 19)…لماذا….لماذا؟؟؟!!
“إن تكلَّمتُ لا تُمحى كآبتي. وإن صمتُّ، فماذا يخفِّف الصّمتُ عني؟ (أي16: 6)، “ماذا أُجيبُكَ؟ يدي أضعُها على فمي، تكلمّتُ مرةً فلا أعود ومرتين فلا أزيد” (أي40: 3)، “لو أنَّ بؤسي ومصائبي جميعاً، تُقدَّرُ وتُوزَنُ في ميزان لكانت أثقلَ من رمال البحر”(أي6 :1).
إنَّ صمتي لا يعني جَهلي بما يَدورُ حولي، ولكن ما يدورُ حَولي لا يستَحقُّ كَلامي.