القيم المختلفة لموقع المعمودية/ المغطس بقلم القس سامر عازر


يعتبر الموقع التاريخي لعمّاد السيد المسيح «المغطس» كنزُ الأردن الثمين في تشجيع السياحة الدينية العالمية «الحج المسيحي» لثالث أهم موقع مسيحي في العالم بعد كنيسة المهد في بيت لحم وكنيسة القيامة في القدس الشريف.

فالسيد المسيح إبتدأ خدمته العلنية من ربوعنا الأردنية، ومن ربوعنا إنطلقت المسيحية للعالم أجمع. وهذا الموقع الهام أشارت إليه خارطة مادبا الفسيفسائية من القرن السادس الميلادي بإسم «عينون وسبسفاس» في إشارة إلى عيون الماء الكثيرة في المكان وشجر الطُرفة. وبكلمات صاحب الجلالة الهاشمية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم فإن هذا الموقع الهام هو «قلب الأرض المقدّسة».
فهذا الموقع الفريد يحمل أهمية بأبعادٍ رباعية:
1. الأهمية الثقافية للموقع ، حيث يظهر إرتباط الموقع بنشأة المسيحية وممارسة طقوس المعودية المقدّسة. ففي هذا الموقع بدأ تقليد المعمودية وإستمر.
كما أنَّ أهم قيمة ثقافية للموقع هو ارتباطه بمفهوم التسامح الديني ، وخاصة في وقت سوء الفهم وإنعدام التعايش السلمي. فالموقع ليس مهما فقط لأبناء الديانات التوحيدية الثلاثة ، ولكن يمكن استخدامه أيضا كوسيلة لإظهار القواسم المشتركة والقيم المشتركة الإنسانية. علاوة على ذلك ، تجتمع الكنائس المسيحية المختلفة في الموقع وتحتفل بتنوعها الغني الذي ينعكس أيضا من خلال وجودها المعاصر في الموقع. فالموقع يحتوي على رسالة ثقافية فريدة للعالم. ومن المفترض أن يكون الموقع مكانا فريدا يمكن الناس من بناء جسور الحب، والأخوة والسلام.
2. الأهمية الروحية والدينية للموقع ، حيث أن الموقع لا يرتبط فقط بطقوس المعمودية ، ولكن أيضاً مفهوم العقيدة المسيحية. وفي وقت لاحق، فإنَّ بناءَ الكنائس كان ممارسة مستمرة في الموقع منذ العصور المسيحية والبيزنطية المبكرة تحديداً، وخلال الفترات الإسلامية، وصولاً إلى وقتنا الحاضر في ظل القيادة الهاشمية المباركة.
3. تعود الأهمية التاريخية والأثرية إلى الفترتين الرومانية والبيزنطية مع العديد من الأبنية، ومنها الأديرة والكنائس وبرك المعمودية ومُغر الناسك وغيرها).
4. القيمة المعلوماتية: يعتبر الموقع مصدرا رئيسيا لقراءة التاريخ المسيحي والبيزنطي المُبكر في هذا الموقع الفريد للأرض المقدسة. وبداية الحياة المستقرة في الموقع تعود إلى أواخر العصر الحجري (حوالي 3500 قبل الميلاد)، واستمرت حتى أواخر القرن التاسع عشر. ومع ذلك ، فإن التواجد الرئيسي يعود إلى الفترتين الرومانية والبيزنطية. وقد سبق ذلك تواجد قصير في الفترة الهلنستية (القرن 2 قبل الميلاد). وترتبط فترة الأهمية للموقع بالفترة البيزنطية بين 480-640 م.
وبحسب المعيارين الثالث والسادس من قائمة التراث العالمي:
* يشير المعيار الثالث من قائمة التراث العالمي إلى المواقع التي تحمل شهادة فريدة أو استثنائية على الأقل على تقليد ثقافي أو على حضارة حية أو اختفت.
* يرتبط المعيار السادس بالمواقع المرتبطة بشكل مباشر أو ملموس بالأحداث أو التقاليد الحية ، مع الأفكار، أو مع المعتقدات ، مع الأعمال الفنية والأدبية ذات الأهمية العالمية البارزة.