سنجار تخبر قصّة كنائسها المدمّرة ومسيحييها المهجّرين

بعد مرور 10 سنوات على ارتكاب تنظيم «داعش» جرائم حرب وإبادة ضد سكانها، خلت مدينة سنجار العراقيّة من مسيحييها بعد تدمير الكنائس ودور العبادة فيها. أصبحت بيوت المسيحيين خاوية، وهُجّرت العائلات المسيحيّة المتبقّية إلى مناطق أخرى، حفاظًا على حياة أفرادها وإيمانهم الذي تمسّكوا به منذ دخول المسيحيّة إلى بلاد الرافدين.

تُعَدُّ سنجار مأوى لكثير من الأقليات الدينيّة، بما في ذلك المسيحيّون. في السبعينيّات، قطنت حوالى 400 عائلة مسيحيّة سنجار في حين ضمّت هذه المدينة ثلاث كنائس: كنيسة يسوع الملك للسريان الكاثوليك، وكنيسة مريم العذراء للسريان الأرثوذكس (تضرّرت بشكل كبير جدًّا من جرّاء الحرب)، وكنيسة مار جرجس للأرمن الأرثوذكس (دُمّرت كلّيًّا).

مع تقدّم تنظيم الدولة الإسلاميّة «داعش» واحتلاله سنجار في العام 2014، تعرّضت الكنائس وممتلكات المسيحيين للتدمير. وقُتِلَ كثيرون وخُطِفَ آخرون من المسيحيين وغيرهم، وهاجر الباقون منهم نتيجة عدم استقرار الأوضاع السياسيّة وعدم إعادة إعمار المنطقة المتضرّرة.

دمار الكنائس والممتلكات في سنجار

في حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، أعرب رئيس أساقفة حدياب وسائر إقليم كردستان للسريان الكاثوليك المطران نثنائيل نزار سمعان عن أسفه حيال حجم الدمار الذي لحق بالكنائس وممتلكات المسيحيين في سنجار، بما في ذلك مدرسة الراهبات ومقبرة المسيحيين التي تعود ملكيّتها إلى الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة.

وقال المطران سمعان: «لقد دُمّرت الكنائس بالكامل، وفقدت المدينة سكانها المسيحيين الذين اضطرّوا إلى الهجرة نتيجة الاضطهاد وعدم الاستقرار».

مذبح كنيسة يسوع الملك للسريان الكاثوليك في سنجار، العراق.

اختطاف مسيحيين وقتلهم

عندما دخل تنظيم الدولة الإسلاميّة إلى سنجار، تدهورت أوضاع المسيحيين بشكل سريع في تلك المنطقة.

في هذا السياق، أخبر كبريل شمعون (66 عامًا)، مواطن مسيحي من سنجار، «آسي مينا» قصّته الشخصيّة ومعاناة المسيحيين في تلك المنطقة.

وأفاد شمعون بأن تنظيم «داعش» اختطف أربعة شباب مسيحيين في المنطقة وقتلهم، وهم نجيب فرنسيس، وجورج إبراهيم سيفو، وداوود عبد المسيح، وسعدالله بطرس ملكو.

وأضاف: «كما أُجبرت تسع عائلات مسيحيّة على اعتناق الإسلام بالقوّة». وتابع: «بعد مشاورات وحملة قام بها أهل المنطقة، تمكّنا من دفع مبالغ نقديّة لتنظيم الدولة الإسلاميّة مقابل إطلاق سراح العائلات المسيحيّة المُختطَفة».

وأشار إلى أن هذه العائلات المسيحيّة التي اضطرّت لاعتناق الإسلام بالقوّة قد نالت سرّ المعموديّة من جديد.

وخلص شمعون إلى القول: «لم تقتصر وحشيّة تنظيم الدولة الإسلاميّة على تدمير الكنائس فحسب، بل دمّروا أيضًا كل ممتلكات المسيحيين ومنازلهم»، مردفًا: «نحن لا نطالب بترميم الكنائس التي دُمّرت، بل نرغب في أن يظل هذا الدمار دليلًا على وحشيّة تنظيم الدولة الإسلاميّة ووصمة عار إلى الأبد».