نكران الماضي بقلم الأب جورج شرايحه

نكران الجميل انتقاص من الوفاء وكل ماضي لا يخلو من الصعاب الا انه لابد من جميل مره به.

النكران انه من الأمراض الاجتماعية المنتشره بين الناس في كافة المجتمعات المنحدرة من اصول عرقية او اثنية او دينية ، و متى سقط الانسان في شرك انيابها ، فأن ذلك يترك في النفس آثار سيئة تحتاج إلى إرادة بطل وعزيمة قديس للتخلص منها.
ان نكران الجميل لا ينسجم مع طبيعة الروح التى تهوى الله المحسن لها بل مع طبيعة النفس البشريةالساقطة المريضه ؛ ولذلك فإنه من الصعوبة بمكان أن يكون ناكر الجميل سوياً في نفسه أو مستقيماً في سلوكه وطبائعه؛ ما ينعكس بالدرجة الأولى على ذاته وشخصيته وعلاقته مع غيره، فينفضُّ الناس من خدمته بعد أن يكتشفوا حقيقة مرضه الدفين في نفسه.
وكثيرة هي النماذج التي نشاهدها في الكتاب المقدس ونرها في واقعنا اليومي بين الحين والاخر ، فنرى شعب اسرائيل مرارا وتكرار ينكر ما قدمه الله له من احسانات مبادل محبة الله بالجحود والنكران، والامثله كثيره عن الأصدقاءالذين تقطعت بينهم صلات المودة والصداقة بعد أن تنكرو لخدمة الاخرين وادروا وجوههم غير ابهين ، وغير ذلك مما تزدحم به العلاقات الاجتماعية من صور نكران الجميل والمعروف؛ ما يجعلنا نتذكر المثل الشائع على الألسنة *1(جزاء سنمَّار) وإن كان الأمر في علاقاتنا الإنسانية لا يصل إلى سنمَّار وما تعرض له من إيذاء، غير أننا في حاجة إلى أن يقف كُلٌّ منَّا وقفة مراجعة مع نفسه من وقت لآخر؛ ليتأكد أنه في علاقاته مع غيره يسير على الطريق السوي ليعرف مدى مصالحته مع ذاته وقدرته على عيش السلام الداخلي الذي يكون سبباً في سعادته، وطريقاً لارتقائه في التعامل مع غيره
.( سنمار مهندس يقال انه آرامي نبطي من سكان العراق الأصليين وينسب له بناء قصر الخورنق الشهير يضرب به المثل “جزاء سنمار” حيث انه عند انتهاءه من بناء القصر قال لصاحب القصر الذي هو الملك النعمان ان هناك حجر لو زالت لسقط القصر كله، وأنه لا يعلم مكانها غيره، وأنه يستطيع بناء قصر أفضل من الخورنق، فما كان من صاحب القصر إلا أن ألقاه من أعلى القصر، كي لا يخبر أحدا عن تلك الآجرة ويعتقد ان هذا السبب في ضرب المثل جزائه جزاء سنمار)
وفي النهاية لا يسعني الا القول بأن المحبة تغفر جما من الخطايا، محبة الله وليس محبة الشخص لذاته ولتصرفاته الناقصه الذميمه
علمنا معلمنا الاوحد الرب يسوع المسيح ان نغفر للناس زلتهم لذا نغفر لهم.
من يرجو العيش مع السماوين كان لابد يحمل معه الارضين.
الاب جورج شرايحة