هل جلست ذات يوم على عتبه مشطوره يعشعش بها
صراصير الهجران وانت تلتهم شطيره عفنه جاد بها
عليك محسن ؟هل اعياك التعب والذل والمطر يغسل
ملابسك الرثه وانت تشرب ماء السماء بدل زجاجه
عصير تسلك بها حنجرتك الجافه ؟ هل جال نظرك
بالسيارات الفارهة والعربات المزدانه يستقلها ثري
ينظر الى غيره باحتقار وامتهان؟
هل وقع نظرك على المتاجر والمحلات التي تفيض زينه وبهجه واصحابها
يطردون المتسولين بعصا غليضه بدل الاحسان اليهم؟
هل تمنيت لباساً جديداً في يوم بهجة العيد والناس
يغمرهم فرح الرحمه؟ هل وقف يحدثك شاب يعطر الشارع
بشذى عطره المكلف؟
هل قرعت لحظة ما باب مؤسسة او منزلاً طالباً العون بأيجاد وظيفه ولو حارس ليشتري
رغيف خبز كل مساء؟ هل ذهبت لمنزلك ذات مره وصرخ
طفلك ماذا تحمل لنا اليوم يا ابي ؟
وهل حملت بيدك عشاء
لاطفالك جاد به غيرك لك؟ او هل دعيت عائلتك لحظة ما
الى نزهه تفرح القلب والروح؟
او هل تمنيت ان تحمل
حقيبه ملابسك للسفر لعمل او نزهه او سياحه؟ انها
شطيرة الذل والكرامه المقهوره يلتهمها يوم مطر على
عتبات النفوس الذليله.
انه عمر قيل فيه ذات يوم :
هذا ما جناه عليّ ابي
وما جنيت على احد (ابو العلاء المعري)
فهل جئت للحياه بغلطة عمر او خطيئه تمرغ جبيني على
مدى الايام؟ لا تحكموا عليّ فانا لست ابن الحياه انا
ابن الله ، هل تنتظر لحظة ما مصيرك ونهايتك؟ هل تمنيت
يوماً كغيرك ان تحمل ملابس البحر لتغتسل من آلالام
الحياه وذل العمر الشريد؟ انظر الى نفسك لتعرف من انت.
هل خشعت يوم العيد امام سيدة السلام ورب المحبه
وطلبت منهما ان ينقضا العالم بسلام؟ مسكين انا انشد
السعاده فلا اجدها والراحه التي افتقدتها. انها النهايه
تسرع الي بخطى واسعه لتختطفني وتنتشلني من هذا
الذل الرخيص، فكم رخيص انا ولو امتلكت كرسي
سليمان او قارون.