منذ فجر الخليقة والانسان الأولى يسعى إلى وعي ذاته ووعي من حوله اولا لتجنب الأخطار المحدقة به وثانيا لاستغلال الموارد التي تجعله على قيد الحياة.
ومع تطور الإنسان البدائي والانتقال من مرحلة إلى آخر بقي الانسان مستمر في البحث عن سبل رغد العيش وكرامة انسانيته.
فكتبت القوانين ونشرت الفلسفة ثقافتها والعلوم انتشرت بحثا عن المعرفة وتعبيرا عن الذات.
وكانت حصة الأديان دائما هي الجانب الأخلاقي التقوي وتفسير ما تيسر من عوالم الميتافيزيكيا.
بقيت العلوم لفترة طويلة من نصيب النخبة إلى أن ظهرت المجتمعات الراقية اي المتقدمة والتي بدورها وفرت تلك العلوم لجميع المواطنين كل بحسب قدرته .
ومع تدرج العالم في اكتشاف وتسخير خيرات الأرض صارت النزاعات والحروب لا تقتصر على الحماية من المخاطر بل صارت تنافس على قيادة وسيادة العالم.
وعلى ضوء ذلك تم تقسيم العالم إلى دول متقدمة في عدة درجات واخرى نامية تسعى إلى التقدم والسير قدما نحو المقدمة فصار العالم في مستويات : دول العالم الأول ودول العالم الثاني ودول العالم الثالث .
ولكن بين العلوم والثقافة نشبت حرب شرسة فدول العالم الأولى استحوذت على العلوم كافة في مطلع القرن العشرين من تكنولوجيا سخرت لخدمة كافة العلوم ودخلت في كل الميادين وفي مطلع تسعينيات القرن الماضي ظهر الإنترنت
فحاولت دول العالم الأول فرض ثقافتها على العالم بأسره نجحت في بقاع وفلشت في أخرى ومازالت تحاول هنا وهناك .
ونحن في الدول العربية سقطنا في بوتقة دول العالم الأول فتغير لباسنا وبعض من عاداتنا والكثير من مصطلحات احاديثنا.
وصارت المنظمات العالمية تنشر ثقافتها وبأذرع عربية من خلال تأهيل عدد من القيادات التي تدير ثقافة الغرب في الشرق بلا فائدة تعم فالمقياس ان نأخذ من الغرب ما يناسبنا وليس كل شيء لديهم ثقافيا يناسب ثقافتنا ولكن علومهم حكمة ودواء لنا ان نأخذ من قياداتهم وعلومهم الشيء الوفير ولا ضرر من تطبيق النظريات العلمية على تربيتنا وتعليمنا وحل مشاكلنا ولكن لا تصير
الحقوق والواجبات مغموسة بصبغة خبيثه ولا ان تصير تعاليم الأديان عنصرية والعادات والتقاليد تخلف والعشيرة رجعية.أن لا نغرف بما لا نعرف لأجل الغرف بحد ذاته .
وكان للإنترنت الدور الأعظم ولوسائل التواصل الاجتماعي الاختراق الأوفر وبدل من استخدام كل ذلك كما يفعل القلائل بخدمة ثقافتنا العربية العريقة صارت كل هذه الوسائل تنشر ثقافة غربية غريبة عنا.
كانت الانطلاقة خبيثه حقوق يراد بها باطل
بذرعية حقوق المرأة ضاعت حقوق السلطة الابوية وبذريعة حقوق الطفل ضاعت حقوق الأم والأب بالتربية الصارمة وصولا إلى نظرية الجندرية والحق المزعوم في باطل القتل الرحيم والاجهاض بلاسبب يولي الحياة على الموت
والقادم أعظم من فساد مبرر زورا بالديموقراطية وحرية التعبير .
الله خلقنا احرار في أن نختار بين الحق والباطل بين تعاليمه وتعاليم البشر .
ختاما ايجابيا متفائل اقول لا خوف على ثقافتنا ما دام هناك وعي من نخبة في بلادنا أخذوا من الغرب العلوم لتنمية بشرية إنسانية حقة ترعى الله والإنسان وهناك أقلام حرة لا تخشى في الوغى لومة لائم وتكتب محذرة من مغبة التقليد الأعمى لثقافة الغرب والتحرر المزعوم.