زارَ صاحبُ الغبطةِ بطريركَ المدينةِ المقدسةِ أورشليم وسائرِ أعمالِ فلسطينَ والأردنِ للروم الارثوذكس كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث ديرَ القديسِ جورجيوس في مدينةِ عكا، ورافقهُ كل من أصاحب السيادة المتروبوليت كرياكوس متروبوليت الناصرة، والسكرتير العام للبطريركيةِ المتروبوليت اريستارخوس، ومطرانَ الأردنِ رئيسَ الأساقفةِ خريستوفوروس، ولفيف من الإكليروس الموقر.
حيثُ كانَ في استقبالِ الموكبِ البطريركيِّ قدس الأرشمندريت سلوانوس نائب الوكيل البطريركيِّ في عكا، وقدس الآباءِ الأجلاء رعاة الكنائس، والسيد فُؤَاد بِرَيك رئيس المجلِس المَلِي في عَكَّا، كما ورؤساء وأعضاءَ المجالس الرعوية.
خِلَال خِدمَة القداس الإلَهيِّ، تَحدَّث صَاحِب الغبطة فِي عِظَته عن مَفهُوم المحَبَّة والغيرة الإلهيَّة العاملة فِي الكنيسة، والتِي تَحلَّى بِهَا قُدس الأرشمندريت فِيلوثيوس المغبوط الذِّكر مِن خِلَال خِدمته لِرعيَّته، مَظهَرًا بِكلماته الأبويَّة أمانَته ونكرانه لِذاته، وأخلاقه الكنسيَّة والرَّهبانيَّة، وانتمائه الوثِيق بِالبطريركيَّة المقدسيَّة وأخوِية القبر المُقدس، كمَا وعن موهبَته اللِّيتورجيَّة والموسيقيَّة الكنسيَّة التِي كَانَت تَحرُّك نُفُوس المؤمنين لِلتَّسبيح والتَّمجيد، مُعرِبًا عن تَركِه بِموته المفاجئ فراغًا وحزنًا فِي قَلب كُلّ مَن عَرفَه، مُؤَكدًا رَجَاءنَا أَنَّه مَغرُوس فِي المسِيح الكرمة الحقيقيَّة، رافعًا الدُّعَاء لِلإله المتحنِّن أن يَتَغمَّد نَفسَه في مضَال القدِّيسين.
وتابع غِبطته قائلًا “إِنَّ النِّعمة الإلهيَّة بِالرُّوح القُدس افتقَدت الكنيسة المقدَّسة في هَذِه المدينة التَّاريخيَّة، مِن خِلَال قَرَار المُجمع المُقدس بِتعيِين قُدس الأرشمندريتِ سلوانوس بِهَذا اَلمنصِب الرفِيع؛ لِحَمل رِسالَته ومهامِّه الرِّعائيَّة، مُوصيًا إِيَّاه أن يذكُر على الدَّوَام قَول الرَّسول بُولس لِتلميذه تِيموثاوس ” اتبَعِ البِرَّ وَالإِيمَانَ وَالمَحَبَّةَ وَالسَّلاَمَ مَعَ الَّذِينَ يَدعُونَ الرَّبَّ مِن قَلبٍ نَقِيٍّ” (2 تيموثاوس 2: 22).
وبعد أن أقام غِبطته خِدمَة جَنَّاز الأربعين، توجه مع الوفد المرافق والمؤمنين إِلى القاعة الرَّئيسيَّة لِلدَّير، والتِي أطلق عليهَا مِن هذَا اليوم ” قَاعَة الأرشمندريتِ فِيلوثيوس ” إِكرامًا لَه.
حَيث أقيم حَفل تَأبِين تَخللَه كَلمَة لسيادة مُطران الأُردن خِريستوفوروس الجزِيل الاحترام نِيابة عن صَاحِب الغبطة، رَكَّز فِيها على الوحدة الرُّوحيَّة التِي نَنَالهَا بِالقدَّاس الإلَهيِّ، إِذ نَتحِد بِإلهِنَا القائم مِن بَين الأموات أحياء وراقدين، فهِي إيماننا وتعزيتنَا.
كما تحدث عن الوحدة المجتمعيَّة التِي يَتَحلَّى بِهَا أَبنَاء مَدِينَة عَكَّا، ورباط المحَبَّة والعَيش المشترك والمتجسِّدة فِي الحفَاظ على الهوِية المسيحيَّة والإسلاميَّة المشتركة، وتَكلَّم عن رُوح التَّفاؤل والخَير الذِي يحمله أَبنَاء الرعِية والمنطقة مِن كَهنَة ولجان ومؤمنين لِلنُّهوض بِيد وَاحِدة بِالكنيسة والوَطن.
وألقِيت كلمات أُخرَى مِن قَبل كُلٍّ مِن سَماحَة الشَّيخ سمير عَاصِي، حَضرَة الأَب سَامِر زَكنُون مِن الكنيسة المارونيَّة، السَّيِّد إِسكندر سُليمَان مِن جَوقَة اَلجلِيل، السَّيِّدة سَلمَى حَزبُون، الابنة رَانِي لُوسيَا عن مدارس الأحد، السَّيِّدة سِهَام مَنسِي عن سيِّدات مار جِريس والسَّيِّد فُؤَاد بِرَيك. معبربين مِن خِلالِهَا عن مَفهُوم الانتقال بِالرَّبِّ بِرجاء القيامة والحياة الأبديَّة، وعن عمل المغبوط الذِّكر الرُّوحيُّ والمعماريُّ لِلكنيسة وحسِّه الاجتماعيِّ والإنسانيِّ الطَّيِّب فِي المجتمع العكَّاوي.
وبعد اِنتِهاء حَفل التَّأبين استضَاف قُدس الأرشمندريت سلوانوس ورئيس المجلِس المَلِي السَّيِّد فُؤَاد بِرَيك، صَاحِب الغبطة والوَفد المرافق والحضور على مَأدُبة مَحبَّة فِي الدَّير، حَيث تَميَّز اللِّقَاء بِأجوَاء المحَبَّة والرَّاحة بِقرار غِبطته والمجمع المُقدس مِن تَعيَّن قُدس الأرشمندريتُ سلوانوس لِهَذا اَلمنصِب الرفِيع لِخدمة هَذِه المطرانيَّة المحروسة مِن اللَّه. وفِي نِهاية الزِّيارة وَدَّع غِبطته والوَفد المرافق الحُضور شَاكرِين الجمِيع على حَفاوَة الاستقبال والضِّيافة ورُوح المحَبَّة التِي تَجمَّع الرَّاعي بِأبنائه ورعيَّته.