أين هو كنزي؟ وما هي لؤلؤتي الثّمينة؟ بقلم الراهبة الأخت كلارا المعشر


في النّصّ الإنجيليّ الّذي تقدّمه لنا الكنيسة، تستوقفنا الأمثلة الّتي يطرحها لنا السّيد المسيح لتقريب مفهوم ملكوت الله، فقد شبّهه بالكنز واللؤلؤة والشّبكة.
في تلك الأيام لم يكن هناك بنوك أو مصارف، لذا كان النّاس يدفنون كنوزهم في الحقول، وملكوت الله هو ذلك الكنز العظيم المختبيء الّذي ينتظر منّا أن نبحث عنه ، ومتى بحثنا عنه ووجدناه فإنّه يستحقّ منّا أن نضحّي بكلّ شيء من أجل أن نحيا في كنفه ونختبر حياة النعمة والسّعادة الحقيقيّة، لأنّ من يعيش في مملكة الله، ويجعل الرّبَّ ملكًا على حياته، وتكون حياته مبنيّة على قانون هذه المملكة المؤسَّسة على المحبة والتّسامح والتّضحية، لا يمكنه إلّا أن يعيش في حالة سلام وفرح دائمين.والملكوت هو تلك اللؤلؤة الثّمينة، من يجدها ، ترخص في عينيه كلّ مغريات الدّنيا ومفاتنها، فلا يبتغي شيئًا إلّا أن يكون من أبناء الملكوت.
وهذا الملكوت يشبه أيضًا الشّبكة الّتي تجمع من كلِّ جنس؛ الطّيب والخبيث، يعيشون معًا، الطّيبُ يتقدّم في فضيلته، والخبيث يُعطى فرصًا للتوبة والعودة عن طريق الضلال الّذي يسلكه، وعند نهاية العالم، ينال كلُّ واحد جزاء ما قدّمت يداه.من المهمّ أن نعرف أنّ هذه الأمثلة الثّلاثة ( الكنز المخفي، اللؤلؤة الثّمينة والشّبكة )كانت للتّلاميذ وليست للجموع،وهي لمن يريد أن يدخل في العمق،حبًّا في المسيح ،ونحن في جهادنا ،سواء في صلاةٍ ،أو في دراسة الكتاب المقدّس أو في تطبيق وصايا الله أو في خدمته؛إنّما ندخل للعمق لنعرف شخص السّيّد المسيح ونكتشف لذّة العشرة معه .

والسّؤال الّذي لا بدّ من أن نطرحه على ذواتنا : أين هو كنزنا؟ ما هي لؤلؤتنا ؟
لأنّه كما قال الرّبّ يسوع:” حيث يكون كنزك، يكون قلبك”
الأحد السّابع عشر من الزّمن العادي من السّنة الليتورجيّة “أ”.
أحدًا مُباركًا أتمناه لكم أحبّتي