أعلن البابا فرنسيس صباح اليوم أنّه يعمل على إعداد جزء ثانٍ من الرسالة الباباوية العامة «كُنْ مسبّحًا» وذلك لتحديث هذه الأخيرة حول المشكلات المعاصرة.
جاء ذلك في ختام كلمته بالقصر الرسولي الفاتيكاني أمام لجنة محامين من دول أعضاء في مجلس أوروبا، المعني بدعم حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون، وقّعت على «نداء فيينا» الذي يحض على العمل لبناء دولة قانون واستقلال الأنظمة القضائية. وتطرّق الأب الأقدس إلى تحديثه رسالة «كُنْ مسبّحًا» حول العناية بالبيت المشترك من دون أن يذكر ما سيتضمّنه الجزء الثاني بالتحديد.
وكان الجزء الأول من الرسالة الصادر عام 2015 حمل عنوان نشيد كتبه القديس فرنسيس الأسيزي كان يرنّمه تسبيحًا لله على خلائقه. وفيها كان البابا فرنسيس قد دعا إلى الحوار حول بيت البشرية المشتركة أمام التحديات الكبرى التي تواجهها. كما طالب بإعادة التفكير في الأسلوب المتّبع في بناء مستقبل الكوكب. وأراد الأب الأقدس أن تساهم «كُنْ مسبّحًا» في الاعتراف بالعظمة والجمال والضرورة الخاصّة بالتحدي الذي يواجه البشرية على الصعيد البيئي، والمناخي، والبيولوجي، والاجتماعي، والأنثروبولوجي، والإيكولوجي، وغيرها.
وفي كلمته للجنة المحامين، شرح البابا أنّ أزمنة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والهوية والأمنية تخلق تحديات أمام الديمقراطيات الغربية. لكنّ مواجهة هذه التحديات تكمن في الثبات على خدمة الشخص البشري وحماية كرامته من دون الوقوع في مبالغات تفرضها الظروف الاستثنائيّة.
وفسّر الحبر الأعظم أنّ التهديدات على الحريات ودولة القانون لا تأتي من الأزمات فحسب بل أيضًا من التعريفات غير الصائبة للطبيعة البشرية والشخص البشري. وذكّر أنّ أساس الكرامة البشرية يمكن في المبادئ المتسامية وفي وضع الشخص في المحور. وأعلن أنّه يمكن تأمين احترام حقوق الإنسان ودولة القانون فقط عبر وفاء الشعوب لجذورها المغروسة في الحقيقة المغذّية للمجتمعات. ونبّه من البحث الزائد عن حقوق الأفراد من دون أخذ المحيط الاجتماعي في الاعتبار.
وفي الختام، شجّع الأب الأقدس الحاضرين على المتابعة في عملهم كمحامين بخدمة الحقيقة والعدالة الضروريّتَيْن لبناء السلام في العالم والتناغم في المجتمعات.