إسرائيل تنكل بالمسيحيين في الداخل الفلسطيني

رصد نورسات الأراضي المقدسة:

تناقلت وسائل إعلام في فلسطين المحتلة أخبار الوضع السيء لاحوال المسيحيين في البلاد التي تقع تحت الاحتلال الإسرائيلي وقد وصف موقع رأي اليوم الوضع هناك وقال:
غنيُّ عن القول إنّه بالنسبة للصهاينة في دولة الاحتلال كلّ مَنْ هو ليس يهوديًا، يتحوّل مُباشرةً إلى عدوٍّ، وهذا التوجه العنصريّ الفاشيّ ارتفع بالآونة الأخيرة مع تشكيل الحكومة الجديدة القائمة على تفوّق العرق اليهوديّ، ولذا تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها بحق أبناء الشعب العربيّ الفلسطينيّ، والتي طالت هذه المرة المصلين المسيحيين، حيث منعتهم من الاحتفال بـ“عيد التجلي” على “جبل طابور” الذي يقع في القسم الجنوبي للجليل شمال مرج ابن عامر.

وزعمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أنّ “قرار منع الاحتفال بـ”عيد التجلي” على جبل طابور الجمعة الماضي، كان بسبب عدم توفر شروط الأمان المطلوبة بموقع الاحتفال”، وفق ما ذكره موقع “i24” الإسرائيليّ.

وبعد قرار الاحتلال، هاجم مجلس الكنائس العالمي الذي يضم آلاف الكنائس حول العالم ومقره في جنيف بسويسرا، دولة الاحتلال، وأكد في بيان شديد اللهجة أن قرار الاحتلال هو انتهاك لحرية العبادة، على حدّ تعبيره.

وأوضح الأمين العام للمنظمة القس بروفيسور جيري فيلي، أنه “ما لا يقل عن ألف سيارة انتظرت في الحواجز التي أقامتها شرطة إسرائيل بالطريق إلى الكنيسة ومن بينهم عضو في اللجنة الإدارية للمجلس، وتم توقيفهم ساعتين ونصف“.

وأجبر الآلاف من المسيحيين من الطائفة الأرثوذكسية الذين كانوا سيحتفلون بالعيد المذكور على العودة، بزعم عدم حصولهم على التراخيص المطلوبة.

ولفت المسؤول في الكنيسة، إلى أنّ منظمته ذهلت باكتشاف صدور قرار منع التجمع على الجبل في اللحظة الأخيرة وفي المنطقة المفتوحة إلى جانب الكنيسة بزعم “الحرص على سلامة المشاركين”، وقال: “قبل أيام عقد اجتماع بين المجلس الأرثوذكسي في الناصرة وبين السلطات الإسرائيلية واتفق على إقامة الحدث“.

ونبه فيلي إلى أنّ “مضايقة الاحتفال المسيحي، تأتي بعد المضايقات المتكررة التي تعرض لها المسيحيون في القدس وحيفا وأماكن أخرى“، مُضيفًا: “نرى المساس بحرية العبادة، إلغاء الصلاة والتقييدات على حياة المجتمع المسيحي في الأرض المقدسة بحجة الأمن والأمان، أمر غير مقبول”، مطالبًا سلطات الاحتلال بـ”إتاحة ممارسة مراسم العبادة المسيحية والأحداث الاجتماعية بحرية، والدفاع عن الحقوق الدينية لجميع الناس“.

وفي افتتاحيتها بعنوان (المسيحيون أيضًا غير مرغوب فيهم)، أوضحت صحيفة (هآرتس) العبريّة، أنّ “هذه هي السنة الثانية على التوالي التي تمنع فيها الشرطة الإسرائيلية الاحتفال بالعيد، لاعتبارات الأمان في الصلاة الجماعية على الجبل، لكن معظم المشاكل هي في مجال مسؤولية سلطة الطبيعة والحدائق والصندوق القومي (كيرن كييمت) والوزارات الحكومية“.

وقال مستشار رؤساء الكنائس في الداخل المحتل، وديع أبو نصار: “كل شيء مسموح تجاه المسيحيين، مسموح إلغاء الصلاة، ومسموح البصق عليهم في شوارع القدس، وإهانتهم واحتقارهم، والحكومة غير مبالية بذلك“.

وشدّدّت الصحيفة على أنّه “في شهر حزيران (يونيو) الماضي، شوش نشطاء اليمين المتطرف على مناسبة مسيحية عند الحائط الجنوبي بالقدس، فقد عربدوا وهتفوا بشعارات مضادة، شتموا، دفعوا، بصقوا وحطموا ألواح زجاج، لشدة العار كان على رأس المظاهرة نائب رئيس بلدية القدس آريه كينغ وإلى جانبه الحاخام تسفي تاو“.

وأضافت: “وفي شهر تموز (يوليو) طلب من قس ألماني رافق وزيرة التعليم الألمانية بنزع الصليب عن صدره عند مدخل حائط البراق، وفي الأشهر الأخيرة، بدأ مؤيدو الحاخام المتطرف والمُدان باعتداءاتٍ جنسيّةٍ إليعيزر بيرلاند، يدخلون إلى دير (ستيلا ماريس) في حيفا وعرقلة سير حياة الرهبان“، على حدّ تعبيرها.

ولفتت (هآرتس) في الختام إلى أنّ “كل هذه الأحداث، تأتي على خلفية ارتفاع حاد في عدد الاعتداءات ضد رجال الدين المسيحيين في القدس، وقد تعرضوا للبصق والتنمر“.

يُشار إلى أنّه في أعقاب الزيادة الحادة في عدد ونوعية الاعتداءات التي يتعرّض لها رجال الدين المسيحيون والأماكن المقدسة لهم في القدس القديمة، من طرف المستوطنين اليهود المتطرفين، توجه الأب فرانشيسكو فاتون، حارس الأراضي المقدّسة، إلى الحكومة الإسرائيلية مطالبًا بوقف هذه الاعتداءات القاسيّة ومعاقبة المعتدين، فيما طالبت جهات كنسية أخرى بالتدخل الدولي “لأنّ السلطات الإسرائيلية لا تعالج هذه الظاهرة بجدية”.


وقالت يسكا هارني، الباحثة في الشؤون المسيحية والمقربة من الكنائس: “منذ بداية السنة، أيْ مع تشكيل حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، يلاحظ أنّ هناك ارتفاعًا حادًا ليس فقط في الاعتداءات على الكهنة والأماكن المقدسة المسيحية بل أيضًا في مستوى العنف والجرأة في تنفيذ الاعتداءات. فإذا كانوا يبصقون على رجل دين في الماضي ويختبئون، فإنهم اليوم يفعلون ذلك علنًا”، على حدّ قولها.
وكانت كنائس مسيحية في القدس اشتكت في السنوات الأخيرة، من زيادة الاعتداءات عليها وعلى أتباعها من قبل متطرفين إسرائيليين.

وقبل أيام، تداولت حسابات مقطعًا مصورًا، لقيام مستوطن إسرائيلي، في البلدة القديمة بالقدس، بتهديد اثنين من الرهبان، في الطريق العام، والبصق عليهما، ومحاولة ضرب أحدهما.

وقبل أشهر، حاول مستوطن قادم من الولايات المتحدة، إشعال حريق بكنيسة حبس المسيح بالبلدة القديمة، وعمد إلى تحطيم تمثال بداخلها، بواسطة مطرقة، وهو يردد عبارات تهجم على المسيحية ويدعو إلى طردهم.