الايمان الموروث هذا المصطلح الذي نال منا الكثير من الوقت والجهد عندما كنا نبحثه وندرسه في التحضير للسينودس الابرشي عام 1995 وانتهى باصدار المخطط الرعوي عام 2000 في بيت لحم ، وكم اخذ منا هذا المشروع لكي نعيد احياء وتجديد المسيرة الايمانية حسب متغيرات العصر في كنائسنا في الارض المقدسة الاردن وفلسطين . وها نحن الان مع قداسة البابا نعيد المسيرة بسينودس جديد على مستوى كنائس العالم بعد 23 عاما مضت على اصدار المخطط الرعوي فلمن فاته تعريف المفاهيم السابقة نقول:
الايمان الموروث هو مفهوم ديني يعكس قوة الإيمان والتقاليد الدينية التي تنتقل من جيل إلى آخر داخل مجتمع أو عائلة. إنه يمثل جسرًا مهمًا يربط بين الأجيال السابقة والحالية والمستقبلية، حيث يتم توارث القيم والمعتقدات والطقوس الدينية من جيل إلى جيل. يُعَدّ الإيمان الموروث عنصرًا أساسيًا في الثقافات والمجتمعات التي تولي قيم الدين مكانة خاصة .
يتميز الإيمان الموروث بعدة جوانب مهمة:
- الاستمرارية الثقافية:
يساعد الإيمان الموروث في الحفاظ على هوية ثقافية معينة. يمكن أن يكون الإيمان الموروث عاملًا موحدًا يجمع الأفراد داخل المجتمع ويساهم في الحفاظ على تقاليد معينة ولغة وعادات ثقافية. - القيم والأخلاق:
يحمل الإيمان الموروث معه مجموعة من القيم والأخلاق التي تنقل من جيل إلى جيل. يمكن أن تكون هذه القيم مثل العدالة، والرحمة، والعطاء، والتسامح. تلعب هذه القيم دورًا مهمًا في تشكيل شخصيات الأفراد وتوجيه سلوكهم. - التواصل الأسري:
يمكن أن يكون الإيمان الموروث وسيلة للتواصل بين أجيال الأسرة. يتم تداول القصص والحكايات الدينية والتجارب الروحية بين الأجيال، مما يسهم في تعزيز التواصل والترابط العائلي. - الاستدامة الروحية:
يوفر الإيمان الموروث مصدرًا مستدامًا للراحة الروحية والأمل. يمكن أن يكون مصدر توجيه وقوة في وجه التحديات والصعاب في الحياة. - الاحترام للماضي:
يساعد الإيمان الموروث في الاحتفاظ بالذاكرة التاريخية والتقاليد الدينية والثقافية للأمة أو المجتمع. إنه يحث على احترام الماضي وتقدير الجهد الذي بذلته الأجيال السابقة.
على الرغم من جمالية الإيمان الموروث، فإنه يمكن أن يواجه تحديات. قد يكون هناك صراع بين الإيمان الموروث والتغيرات الاجتماعية والثقافية الحديثة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتميز الإيمان الموروث أحيانًا بالتمييز أو الصراع بين الأجيال حيث يحاول الأفراد الشبان تحديث التقاليد القديمة.
في الختام، يُعَدّ الإيمان الموروث أحد أهم الجوانب الثقافية والدينية التي تساهم في تماسك المجتمعات وتوجيه قيمها ومعتقداتها. إنه يمثل رابطًا حيويًا بين الأجيال السابقة والحالية ويسهم في الاستدامة الثقافية والروحية