اليوم الخامس من زيارة البطريرك ميناسيان إلى حلب


نورسات/ حلب
في اليوم الخامس من زيارته التّاريخيّة إلى حلب، أزاح بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان السّتارة عن لوحة للطّوباويّ المطران إغناطيوس مالويان خلال القدّاس الإلهيّ الأوّل لرئيس أساقفة بغداد للأرمن الكاثوليك المطران نرسيس جوزيف زاباريان بعد سيامته الأسقفيّة في كاتدرائيّة السّيّدة أمّ المعونات للأرمن الكاثوليك في حلب.
بعد الإنجيل المقدّس، ألقى البطريرك ميناسيان عظة قال فيها: “لقد سرنا سويّة في هذه الأيّام وبجوّ من الفرح والابتهاج وبخاصّة الفرحة الرّوحيّة التي عشناها مع أخينا المطران الجديد صاحب السّيادة نرسيس جوزيف زاباريان أسقف العراق، كما عشنا مع صاحب السّيادة أخينا المطران بطرس مرياتيان الذي لم يبخل علينا بتضحياته لنا في هذه الزّيارة الرّعويّة التي تمنّيناها منذ زمن بعيد. شكرًا لك يا صاحب السّيادة.

أمّا في ما يخصّ النّبضة الرّوحيّة لهذا اليوم المبارك فاستهلّ المناسبة لأعود إلى المبدأ الذي تبنيناه منذ قدومنا إليكم، وكان كلام بولس الرّسول بقوله: “أتيت إليكم لأثبّتكم في مشيئته، وأعطيكم بركته السّماويّة التي بها تقاوموا الصّعاب وتنتصروا عليها بثباتكم في النّعمة هكذا تستقوا النّعم وتعيشوا الأمل، الأمل بالقيامة والانتفاضة من هذه المحن لتكملوا المسيرة وتثبتوا شعاع المسيح في دياركم.

إنّ الأمل بالنّجاح والتّقدّم في إنشاء جيل جديد يكمل المسيرة في نور الرّبّ. أقول هذه الكلمات وأنا يقين وبخاصّة في هذه الأيّام حيث الفوضى تعمّ العالم أجمع، بأنّ الرّبّ سوف يحنّ على خليقته وينتشلها من كلّ هذه التّجارب القاسية ويضيء طريقها لتعيش في النّعيم الزّمنيّ والسّرمديّ.

علينا أن نبني مستقبل اولادنا، مستقبلهم الرّوحيّ لكي ينجحوا في حياتهم الزّمنيّة، وبناء هذا المستقبل متعلّق بسلوكنا الرّوحيّ، والمثابرة في ممارسة التّقوى والصّلاة، وهنا أشدّد على الصّلاة، الصّلاة هي الوسيلة الوحيدة التي لا تقهر، وهي الوسيلة المنتصرة من مخلّصنا ليرانا عائدين إليه بنفس متواضعة أنيقة وتائبة عن خطاياها وخطايا الكفر.

إخوتي وأخواتي الأحبّاء،

فبينما نحن في مسيرة الصّلاة والنّدامة والرّجوع إلى مخلّصنا، فلديّ أمنية ثانية أودّ أن أودّعكم إيّاها وهي تكريم القربان المقدّس، ليس فقط بالكلمات وإنّما بالاتّحاد معه في سرّ القربان أيّ تأخذونه بالمناولة، فهو بانتظاركم لتتكلّموا معه ولتعبّروا عن حبّكم ورجائكم، فهو في حالة شوقه لهذه البرهة، ويحلو له أن يراكم ويسمعكم في هذا السوق فهو كريم وعطوف، وهو من قال ما تطلبونه من الٱب باسمي فيعطى لكم.

هلّموا إذًا إليه، هلّموا وجدّدوا إيمانكم به، هلّموا وجدّدوا نذوركم لهم، فهو الإله الرّحوم الفخور، الأب المحبّ لخليقته التي على صورته أعطيت له الحياة”.

في نهاية القدّاس، كانت كلمة للمطران بطرس مراياتي شكر فيها البطريرك ميناسيان على زيارته ومواقفه الكنسيّة الرّوحيّة التي تعطي الأمل والرّجاء.

كما واستقبل كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان رئيس الطّائفة الأرمنيّة الإنجيليّة في سوريا القسّ هاروتيون سليميان، في دار المطرانيّة – حلب.

حضر اللّقاء، رئيس أساقفة أبرشية حلب للأرمن الكاثوليك المطران بطرس مراياتي، مطران الإسكندريّة للأرمن الكاثوليك كريكور أوغسطينوس كوسا، المدبّر الرّسوليّ للأرمن الكاثوليك في أثينا الإكسرخوس جوزيف بيزوزيان، المطران الجديد المرتسم على بغداد للأرمن الكاثوليك نرسيس جوزيف زاباريان، وآباء كهنة ومؤمنين.

بداية، ألقى المطران بطرس مراياتي كلمة رحبّ فيها بالقسّ هاروتيون سليميان مثمّنًا العلاقات التي تربط الكنائس مع بعضها البعض في مدينة حلب.

ثم كانت كلمة للقسّ هاروتيون نوّه فيها بزيارة البطريرك ميناسيان الرّعويّة إلى سوريا وبالأخصّ حلب التي تتعطش للقياه، متطرّقًا إلى المشاريع المشتركة بين الكنيستين. كما أطلع ميناسيان على الانجازات والمشاريع التي قامت بها الكنيسة الأرمنيّة الإنجيليّة.

بعد ذلك، كانت كلمة للبطريرك ميناسيان ثمّن فيها زيارة القسّ هاروتيون والعلاقات المتميّزة بين الكنيستين.

في السّياق نفسه، إلتقى ميناسيان أخويّة سيّدة الشّباب حيث قدم له أعضاء الأخويّة هدية تذكاريّة.

ومن ثم، التأم الجميع حول مائدة محبة إحتفاء بمرور خمسين عامًا على كهنوته.