البابا فرنسيس: لنستمر في النمو معًا في الأخوَّة، مثل بذار سلام!
“سيروا قدمًا بوداعة وبدون خوف، شاعرين بقرب الكنيسة جمعاء وتشجيعها، ولا سيما بالنظرة الحنونة للرب، الذي لا ينسى أحدًا وينظر بمحبة إلى كل واحد من أبنائه” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته في ختام القداس الإلهي الذي ترأسه في الـ “Steppe Arena” في أولانباتار.
في ختام الذبيحة الإلهية التي ترأسها في الـ “Steppe Arena” في أولانباتار وجّه الاب الأقدس كلمة قال فيها شكرًا يا صاحب النيافة، على كلماتكم، وشكرًا على عطيّتكم! لقد قلتم إنكم في هذه الأيام قد لمستم لمس اليد كم هو عزيز على قلبي شعب الله في منغوليا. هذا صحيح، لقد انطلقت في رحلة الحج هذه بانتظارات كبيرة، ورغبة في لقائكم والتعرف عليكم، والآن أشكر الله عليكم، لأنه من خلالكم هو يحب أن يصنع العظائم في الصغر. أشكركم، لأنكم مسيحيون صالحون ومواطنون صادقون. سيروا قدمًا بوداعة وبدون خوف، شاعرين بقرب الكنيسة جمعاء وتشجيعها، ولا سيما بالنظرة الحنونة للرب، الذي لا ينسى أحدًا وينظر بمحبة إلى كل واحد من أبنائه.
تابع البابا فرنسيس يقول أحيي الإخوة الأساقفة والكهنة والمكرسين والمكرسات وجميع الأصدقاء الذين أتوا إلى هنا من بلدان مختلفة، ولاسيما من مختلف مناطق القارة الآسيوية الشاسعة، التي يشرفني أن أكون فيها وأعانقها بمودة. أعرب عن امتنان خاص للذين يساعدون الكنيسة المحلية ويعضدونها روحيًا وماديًا. في هذه الأيام، شاركت وفود حكومية كبيرة في جميع الأحداث: أشكر الرئيس والسلطات على حسن ضيافتهم وكرمهم، وكذلك على جميع التحضيرات التي تمّ القيام بها. أحيي من ثَمَّ بحرارة الإخوة والأخوات من الطوائف المسيحية والديانات الأخرى: لنستمر في النمو معًا في الأخوَّة، مثل بذار سلام في عالم شابَته للأسف الكثير من الحروب والصراعات. يتوجّه شكري إلى جميع الذين عملوا هنا، كثيرًا ولفترة طويلة، لكي يجعلوا هذه الزيارة جميلة وممكنة، وإلى جميع الذين أعدوا لها بالصلاة.
أضاف الأب الأقدس يقول لقد ذكّرتمونا يا صاحب النيافة بأن كلمة “شكرًا” في اللغة المنغولية تأتي من الفعل “ابتهج”. وبالتالي يتطابق شكري مع هذه الرؤية الرائعة للغة المحلية، لأنّه مُفعم بالفرح. إنه شكر جزيل لك، أيها الشعب المنغولي، على عطيّة الصداقة التي نلتها في هذه الأيام، وعلى قدرتكم الحقيقية على تقدير حتى أبسط جوانب الحياة، وعلى الحفاظ على العلاقات والتقاليد بحكمة، وتعزيز الحياة اليومية برعاية واهتمام.
تابع الحبر الأعظم يقول القداس هو فعل شكر، “إفخارستيا”. والاحتفال به في هذه الأرض ذكّرني بصلاة الأب اليسوعي بيار تيار دو شاردان، التي رفعها إلى الله لمائة سنة خلت، في صحراء أوردوس، ليس بعيدًا عن هنا. وتقول: “أسجد يا رب، أمام حضورك في الكون الذي أصبح مُشتعلاً، وتحت شكل كل ما سألتقي به، وكل ما سيحدث لي، وكل ما سأحققه في هذا اليوم، أن أرغب فيك وأنتظرك”. لقد كان الأب تيار ملتزمًا في أبحاث جيولوجية. وكان يرغب بشدة في أن يحتفل بالقداس الإلهي، لكن لم يكن معه خبز ولا خمر. وهنا ألَّف “قداسه عن العالم”، معبرًا هكذا عن تقدمته: “اقبل يا رب هذا القربان الكامل الذي تقدمه لك الخليقة في الفجر الجديد، يحرّكها الانجذاب إليك”. كذلك ولدت فيه صلاة مماثلة عندما كان على الجبهة خلال الحرب العالمية الأولى، حيث كان يعمل كحامل نقالة. كان هذا الكاهن، الذي أسيء فهمه في كثير من الأحيان، قد أدرك أن “الإفخارستيا يتم الاحتفال بها دائمًا، بمعنى ما، على مذبح العالم” وأنها “المركز الحيوي للكون، المركز الذي يفيض بالحب والحياة التي لا تنضب”، حتى في زمن مثل زمننا من التوترات والحروب. لنصلِّ اليوم إذًا بكلمات الأب تيار: “أيها الكلمة المتلألئة، والقوة المتقدة، يا من تصوغ المادة لكي تبعث فيها حياتك، انزل علينا، أتوسل إليك، يديك القديرتين، ويديك الحنونتين، ويديك الحاضرتين في كل مكان”.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أيها الإخوة والأخوات المنغوليين، شكرًا لكم على شهادتكم، bayarlalaa! ليبارككم الله. أنتم في قلبي وستبقون في قلبي.
أذكروني من فضلكم في صلواتكم وأفكاركم.