ألقى البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر فلسطين والأردن، الثلاثاء 12 أيلول، كلمة في حفل افتتاح معرض “بيت لحم تولد من جديد فلسطين – عجائب الميلاد” الذي أقيم في المركز المسكوني لمجلس الكنائس العالمي (WCC) في جنيف، سويسرا.
“يُظهر المعرض تجديد مبنى الكنيسة نفسه وجمال الفسيفساء والأعمدة وأنواع البلاط المختلفة والخشب المصنوع. ومن الأهمية بمكان أن يتم الحفاظ على هذا الهيكل المعماري الفريد بعناية وأمانة، ولكن الكنيسة هي أكثر من مجرد مبنى ذو أهمية تاريخية أو فنية، وبيت لحم أكثر من مجرد مدينة.” بهذه الكلمات ابتدأ غبطته كلمته الافتتاحية كأحد المتحدثين الرئيسيين في هذا الحدث التاريخي.
“بينما نكافح من أجل الحفاظ على وجود مسيحي حيوي ونابض بالحياة في الأراضي المقدسة في مواجهة ارتفاع نسب التطرف والكراهية في المجتمع، وبينما يغرق عالمنا بشكل أعمق وأعمق في الارتباك واليأس، فإن الدعوة الروحية العالمية لبيت لحم والبازيليكا هي الآن أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.” وشدد غبطته على أن الكنيسة ليست مجرد موقع أثري أو متحف، بل هي “شاهدة حية للأمل والنور والحياة”.
وأضاف غبطته، من خلال اعطاءه خلفية تاريخية صغيرة للجمهور عن كنيسة المهد: “كانت هناك كنيسة في هذا الموقع منذ أوائل 330، ويعود تاريخ البناء الحالي إلى عهد الإمبراطور جستنيان في القرن السادس. وكانت من أوائل الأماكن المقدسة التي أعاد الإمبراطور قسطنطين وأمه القديسة هيلانة بنائها، وهي أقدم كنيسة كاملة في العالم المسيحي. لقد كانت كنيسة الروم الأرثوذكس الحارسة والخادمة لهذه الكنيسة منذ تأسيسها، وكانت شاهدة على مر العصور على تجسيد تاريخنا المقدس المشترك في المنطقة وعلى اللقاء الإلهي الإنساني، لأنه هنا ظهرت كلمة الله الحي وتجسدت”
وفي نهاية كلمته، شكر غبطته مجلس الكنائس العالمي على جهودهم الجبارة في إقامة هذا المعرض ودعمهم الثابت للكنيسة في القدس والمجتمعات. كما شكر غبطة البطريرك ثيوفيلوس فخامة رئيس الدولة الفلسطينية، السيد محمود عباس، الذي بادر وكان له دور فعال في أعمال الترميم والذي يواصل الاهتمام بالحفاظ على كنيسة المهد “التي هي رمز الأمل والسلام ورمز الوحدة والعيش المشترك للشعب الفلسطيني مسيحيين ومسلمين”.
ورافق غبطته وفد رفيع المستوى من فلسطين ضم: الدكتور رمزي خوري، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين؛ السفير إبراهيم خريشي، المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في سويسرا؛ السفير عيسى قسيسية، سفير دولة فلسطين لدى الكرسي الرسولي؛ السفير عمر عوض الله؛ مساعد الوزير لشؤون الأمم المتحدة والمنظمات المتخصصة؛ الوزيرة خلود دعيبس، المديرة التنفيذية لمؤسسة بيت لحم للتنمية؛ السفيرة أميرة حنانيا، من اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين؛ أحمد حمودة، القائم بالأعمال في سفارة دولة فلسطين لدى الكرسي الرسولي.
ومن جانبه قال الدكتور رمزي خوري، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس: “إن مطلبنا أن يعيش شعبنا حياة كريمة خالية من الاحتلال أسوة بأي شعب آخر، لبناء مستقبل مزدهر والحفاظ، بمساعدتكم، على الوجود المسيحي الفلسطيني المتبقي في الأراضي المقدسة. وأضاف خوري: “إن شعبنا، رغم كل العوائق المذكورة وأكثر، شعب صامد يحافظ على تراثه ومقدساته”.
من الجدير ذكره أنه يتم الترويج للمعرض من قبل دولة فلسطين واللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين واللجنة الرئاسية لترميم كنيسة المهد وسفارة دولة فلسطين لدى الكرسي الرسولي بالتعاون مع مؤسسة بيت لحم للتنمية وبمشاركة جامعة بافيا.
سيكون المعرض متاحًا للجمهور من 13 سبتمبر إلى 5 أكتوبر يوميًا. وكونه التجديد الأول لكنيسة المهد منذ مئات السنين، فقد أقيمت جولة لهذا المعرض في مدن مختلفة من العالم، بما في ذلك باريس وروما وأجزاء أخرى من إيطاليا، وبعد أربعة أسابيع في جنيف، سينتقل إلى واشنطن في نوفمبر