كتب الأب جورج شرايحه عندما يقتل تواضع الكبار كبرياء الصغار


لِلثَّعالِبِ أَوجِرَةٌ وَلِطُيورِ ٱلسَّماءِ أَوكار، وَأَمّا ٱبنُ ٱلإِنسان، فَلَيسَ لَهُ ما يَضَعُ عَلَيهِ رَأسَهُ».

هذه الآية من الإنجيل اليومي لهذا اليوم الرابع من تشرين ٢٠٢٣
لهذه الآية من إنجيل متى الفصل الثامن والعدد العشرون مدلول رمزي عميق .
فلماذا ادرجه يسوع هنا وفي هذا السياق؟
يأتي الجواب في تفسير آباء الكنيسة لتلك الآيات من خلال مايلي:
قَدَّم لنا متّى البشير أمثلة للدعوة. المثال الأول هو أن السيّد إذ رأى الجموع الكثيرة تلتف حوله أمر بالذهاب إلى العبر، فتقدّم إليه كاتب يقول له: “يا معلّم أتبعك أينما تمضي”. فقال له يسوع: “للثعالب أوْجرة ولطيور السماء أوكار، أمّا ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه”.
الكاتب وقال له: لماذا تريد أن تتبعني؟ هل من أجل الغنى والمكسب؟ إنّني فقير جدًا ليس لي مأوى أو حتى سقف يظلّلني!
لذلك على تلميذ يسوع أن يقتل فيه الكبرياء لصالح التواضع لن كل من اتضع ارتفع إي رفعه السيد.
التواضع هو صفة يتسم بها العظماء وحدهم إما الكبرياء فهو سمت صغار النفوس الضعفاء، منهم.
لذلك عندما يقتل التواضع الكبرياء المريض في النفس البشرية فإن الإنسان يتسم بالروحانية التي تهذب النفس والجسد.
ويكتب القديس جيروم في إحدى رسائله موضّحًا كيف نقيم الموضع الذي فيه يسند السيّد رأسه، قائلًا: ابن الإنسان ليس له أين يسند رأسه، فهل تخطط أنت لإقامة مبانٍ شاهقة وقاعات فسيحة؟! إن كنت تنظر أن ترث خيرات هذا العالم فإنك لا تستطيع أن تكون شريكًا مع المسيح في الميراث.

الرسالة إلى أهل رومية