عشية بداية أعمال السينودس أجرت وكالة الأنباء الكنسية “فيديس” مقابلة مع المطران باولو مارتينيلي، النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية، تحدث فيها عن هذه المهمة التي أسندها إليه البابا فرنسيس، بعد أن كان لثماني سنوات أسقفاً معاوناً على أبرشية ميلانو، ولفت إلى أنه يعيش ضمن واقع جديد بالنسبة له حيث جميع المؤمنين الكاثوليك هم من المهاجرين الأجانب، وهذا قاسم مشترك يوحدهم.
استهل سيادته حديثه الصحفي متوقفاً عند المرحلة الأبرشية لسينودس الأساقفة، ولفت إلى أن سلفه المطران بول هندر قام بتشكيل لجنة عملت على التواصل مع الجميع، لاسيما العمال المهاجرين، فتم الإصغاء إليهم، والاستماع إلى خبراتهم وتطلعاتهم. فأصبح بهذه الطريقة السينودس مناسبة لإطلاق مبادرة رعوية تأخذ على عاتقها الأوضاع والمشاكل الواقعية. وتمكنت النيابة الرسولية في جنوب شبه الجزيرة العربية من وضع وثيقة قدمت صورة عن تلك الكنيسة، وعبرت عن رغبة المؤمنين المحليين في مقاسمة ما لديهم والسير معاً وتقديم شهادة أقوى.
بعدها أوضح المطران مارتينيلي أن المؤمنين الكاثوليك في تلك المنطقة يتميزون بالتنوع الكبير من حيث التقاليد واللغات والطقوس، وهذا ما يتجلى بوضوح عندما يقوم النائب الرسولي بجولة على مختلف الرعايا. وأكد أن القاسم المشترك الذي يجمع بين هؤلاء ا لمؤمنين هو كونهم مهاجرين، يأتون إلى تلك البلدان حيث يعملون طيلة عشر، أو عشرين أو ثلاثين سنة قبل أن يعودوا إلى بلادهم. وهذا ما يعني أن الكنيسة المحلية هي كنيسة “حاجة”، وأشار على سبيل المثال إلى أنه مع جائحة كوفيد فقد كثيرون عملهم وعادوا إلى بلدانهم، واليوم تشهد المنطقة عودة الكثير من العمال.
هذا ثم أكد سيادته أن كل فئة تتمسك بثقافتها وتقاليدها الخاصة، لكن جميع المؤمنين، وعلى الرغم من اختلافاتهم، تعلموا كيف يتقاسمون حياتهم، وتمكنوا من التركيز على القواسم المشتركة التي توحدهم، وتمخضت عن ذلك مسيرة من المقاسمة تُغني حياة الكنيسة، وثمة شيء نبوي في هذا الأمر بالنسبة للعالم كله، وبالتالي إن الكنيسة الجامعة مدعوة إلى توجيه أنظارها نحو الكنيسة في شبه الجزيرة العربية.
لم تخل كلمة المطران مارتينيلي من الإشارة إلى مشكلة تواجهها الكنيسة المحلية ألا وهي عدم توفر الأماكن الكافية لاستقبال الجميع، لافتا على سبيل المثال إلى أن الاحتفالات بالقداديس أيام الجمعة والسبت والأحد تبدأ عند الساعة السادسة صباحاً وتستمر لغاية التاسعة مساء، والكنائس تغص بالمصلين حتى باقي الأيام الأسبوع. واعتبر أن هذه صورة كنيسة بسيطة وغنية بالتقاليد المسيحية، وأضاف أنه لكونه جاء من الغرب، صُدم لدى رؤيته شعب الله الشغوف، والمستعد دوماً للعمل التطوعي. وهو يفعل كل ذلك بحماسة كبيرة قد تصدم القادمين من الغرب حيث الكنائس تكون غالباً فارغة من المؤمنين.
ختاماً سلط سيادته الضوء على أهمية المقاسمة التي يعيشها المؤمنون على الرغم من الاختلافات، مؤكدا أنها قيمة بالغة الأهمية لا بد من أن تُعطى حقها في حياة الكنيسة لأن ما يجمع بين المؤمنين هو معموديتهم التي جعلتهم أبناء الله الواحد بغض النظر عن الانتماءات الوطنية.