افتتح البابا فرنسيس عصر الأربعاء الجمعية العامة الأولى لسينودس الأساقفة حول السينودسية، وذلك في قاعة البابا بولس السادس بالفاتيكان، وألقى كلمة ذكّر فيها الحاضرين بأن السينودس ليس عبارة عن “برلمان” وهو ليس “مجالسة بين الأصدقاء”، لافتا إلى أنه عندما تُحرك المشاركين مصالحُ بشرية، شخصية وأيديولوجية لن يكون سينودساً. وشدد الحبر الأعظم على أن من يقود أعمال السينودس هو الروح القدس، داعيا إلى الابتعاد عن الثرثرة والكلمات الفارغة.
تمحور خطاب البابا أمام المشاركين في الجمعية العامة الأولى للسينودس حول مبادئ هامة من بينها الإصغاء، والصوم عن التصريحات العلنية من أجل ترك فسحة للروح القدس، للصلاة والتأمل، وهذا يتطلب الابتعاد عن الثرثرة والأمور الدنيوية والأيديولوجيات.
جلس فرنسيس إلى الطاولة محاطاً بأعضاء الأمانة العامة للسينودس، مفتتحاً أعمال الجمعية العامة الأولى بحضور أربعمائة وأربعة وستين مشاركاً، من كرادلة وأساقفة ورهبان ومكرسين وعلمانيين، وتحدث عن الدرب الواجب اتباعها خلال الأسابيع الأربعة المقبلة، طالباً من الصحفيين أن يساعدوه على نشر رسالة مفادها أن الإصغاء هو أولوية.
أكد الحبر الأعظم أن الروح القدس هو من يقود أعمال السينودس، مضيفا أنه إذا ترك المشاركون فسحة لعمل الروح فستتكلل بالنجاح. وقال إن الروح القدس يستاء من الكلمات الفارغة والدنيوية وحذّر الحاضرين من مغبة الثرثرة، التي هي عادة بشرية سيئة، وهي مرض غالباً ما يكون حاضراً وسط الكنيسة. ولفت إلى ضرورة أن يتحاور المشاركون ضمن الحقيقة والصراحة التامة.
بعدها انتقل البابا إلى الحديث عن أولوية الإصغاء مشيرا إلى أهمية الصوم عن التصريحات العلنية، مذكراً بالسجالات والضغوط الإعلامية التي رافقت السينودسات السابقة، وطغت أحياناً على النقاشات، موجّهةً أجندة الأعمال. ودعا العاملين في حقل الإعلام إلى القيام بواجباتهم بطريقة جيدة ومحقة، كي يدرك الأشخاص أن الكنيسة تريد إعطاء أولوية للإصغاء. ولا بد من نقل هذه الرسالة.
هذا ثم توقف البابا عند نصوص آباء الكنيسة التي تشكل أداة للتأمل، لاسيما القديس بازيليوس الذي كتب عن الروح القدس، داعياً المشاركين إلى التأمل في كتاباته. ولفت إلى أن اجتياز هذه المسيرة السينودسية ليس بالأمر السهل، موضحا أنها جاءت ثمرة لستين سنة من العمل، لكنه أمر جميل خصوصا وأن أساقفة العالم كله شاؤوه.
وختم البابا كلمته مذكرا الجميع، كما فعل في عظته خلال القداس الذي ترأسه صباح أمس، بأن السينودس ليس برلماناً وهو ليس لقاء بين الأصدقاء لحل بعض القضايا أو لتبادل الآراء، بل هو شيء آخر، إنه مسيرة يقوم بها الروح القدس.