الحرب في غزة كلمة الأب حنا الكلداني في صلاة ساعة السجود لأجل السلام

بمناسبة ساعة السجود التي أقيمت مساء الثلاثاء السابع عشر من تشرين الأول الجاري في كنيسة العذراء الناصرية في عمان والتي كان قداسة البابا فرنسيس قد دعى اليها كنائس العالم للصلاة والصوم معا في هذا اليوم لأجل السلام في الأرض المقدسة فقد ألقى كاهن الرعية الأب حنا الكلداني كلمة قال فيها:

مضى على الحرب في غزة عشرة أيام. ولم تبقَ اليوم حربًا، بل صارت كارثة، صارت قرارًا بقتل وترحيل كل أهل غزة، مليونين من البشر. فالحرب يجب أن تتوقف. ويقول المزمور: “أيُّهَا المـُلُوكُ الآنَ تَعَقَّلُوا، وَيَا قُضَاةَ الأَرضِ اتَّعِظُوا” (مزمور ٢: ١٠). هذا الآية اوجها نداءا إلى إسرائيل، وإلى الشعب الفلسطيني كله. والى كل قادة شعوب المنطقة، الى المعتدي والمعتدى عليه.
وقال اليوم البطريرك ميشيل صباح: “قد تتوقف الحرب في غزة ولن ينتهي الصراع. كما حدث في الحروب السابقة على غزة. ليس هذا هو المطلوب. ويمكن التوصل إلى وقف إطلاق النار، وهذا أيضًا ليس الحل. والانتقام ليس الحل، وإبادة غزة ليس الحل”. (انتهى الاقتباس). ليس في هذه الحلول سلام، لا لإسرائيل، ولا لفلسطين، ولا للمنطقة، ولا للعالم، لان القضية صارت عالمية، وقد تمس امن دول الجوار والعالم.
ويتابع البطريرك: الخطوة الاولى هي تبادل الأسرى، وتحرير الأسرى لدى الطرفين. وتحرير الجميع من عقدة الخوف والكراهية للاخر. الشعب الفلسطيني كله أسير كذلك الاسرائيلي هو اسير لعقدة الاحتلال والاستعلاء والظلم. تحرير الأسرى يعني أن يعود الجميع أحرارًا إلى بيوتهم وذويهم. احرارا من عبء الماضي والتاريخ والاحتلال.
الحد الادنى من الإنسانية تقتضي أن تتوقف المأساة اليوم في غزة، وأن يتعلّم جميع المسؤولين الدرس من هذه الحرب والحروب السابقة. فيُلقَى الأساس المتين لسلام عادل ونهائي لا نرى من بعده حربًا جديدة في غزة، أو في أي مكان في فلسطين من خلالل ارساء قواعد الحرية والعدل والمساواة للجميع.
ان الوضع معقد وصعب لدى كل الاطراف، الحد الادنى الذي قد يقبل به طرف مرفوض لدى الآخر، كل له جمهور يضغط على قادته. ملجاؤنا النهائي والاخير هو الله ان يلهم من بيدهم القرار على التصرف بحكمة وانسانية وينقذ الجميع من اهوال الحرب، هذه الحرب التي قد تجتاح اكثر من بلد وتتورط فيها اكثر من دولة.
تكررت الحرب على غزة أكثر من مرة. والكتاب المقدس يقول: “أيُّهَا المـُلُوكُ الآنَ تَعَقَّلُوا، وَيَا قُضَاةَ الأَرضِ اتَّعِظُوا”. يا حكام الأرض لا تدعوها تتكرّر. تبادلوا الأسرى. وتبادلوا المغفرة وقبول الاخر، بكامل حقوقه وكرامته الانسانية، عودوا إلى الإنسانية التي خلقكم الله عليها على صورة الله ومثاله. واصنعوا السلام العادل والنهائي للشعب الفلسطيني وللشعب الإسرائيلي، فهكذا يجد الإسرائيلي والفلسطيني أمنه.
نقرع اليوم باب الرحمة الالهية باب الرب الذي قال اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم… افتح لنا يا رب باب السلام والخير نحن ابناؤك نصوم ونصلي امامك باتضاع وخوف وخشية ورعدة. اليك يا مريم سيدة السلام نقول: “لما يبق لدينا حل الا ان يتدخل الله في سبيل خلاص البشرية من الكارثة التي تحيط باهل غزة والجميع”. فان شاء الله يصغي المتحاربون وصناع القرار الى يأمرهم الرب في ضمائرهم،،، فيفعلوا ما يأمرهم به، ليجنبوا المنطقة دمارا وويلات لا مجال على احتمالها بعد.
اللهم كفكف دموع الاطفال والامهات في ساحات القتال،،، وارحم في الحياة الابدية كل من ارتقى في ساحات الوغى، واشف الجرحى وحرر المأسورين،،، واحم من سعى الى الحماية في بيوت الله، ولاسيما مؤمنينا وكهنتنا وراهباتنا في غزة الذين التجأوا الى الكنائس.
اللهم،،، الهم قادة المنطقة جميعا وعلى رأسهم ملكنا المفدى عبد الله الثاني ابن الحسين كل النعمة والقوة والشجاعة ليخرج من يتحاربون من نفق الحرب والدمار الى ربوع السلام والوئام.
اللهم كن فوق ملكنا حارسا لتحميه، وامامه لتقوده الى القرارات الصائبه،،، وعلى يمينه سنددا وعضدا ليحفظ الاردن بلد الرخاء والامن والسلام، وليكن الاردن بقيادته الحكيمة وسيطا بين الفرقاء ليهدم جدار العداوة ويبني جسور السلام. وادعو لملكنا وللاردن وفلسطين بقول الشاعر محمد مهدي الجواهري:
لا يريك كريهة، وجفيلا أنا في صميم الضارعين لربهم
لا يعود بها العزيز ذليلا والضارعات معي، مصائر أمة
واخيرا،،،ايها السيد المسيح ملك السلام ويا مريم العذراء سيدة السلام، نضع هذه المأساة بين اياديكم الرحيمة القوية، فتصرفوا لما فيه نجاة من التجأوا الى الله ضارعين مصلين طالبين نعمة السلام. آمين…