التعاطف الأخوي في زمن الشدائد بقلم الأب جورج شرايحه


تمر على الإنسان بصفته مخلوق علائقي العديد من الظروف الاجتماعية السوية منها أو المرضية والتي بطبيعة الحال تشكل شخصيته أو بالحري تصقلها. فهي إي الشخصية تبنى بحسب علماء النفس البشرية على عدة مراحل منذ التكوين في رحم الأم جينيا مرورا بالطفولة حتى الرمق الأخير.
تقدم لنا اللغة العربية الجميلة عبر نظام صيغها تعابير جلية عن المعاني الجوهرية في الحياة البشرية وأهم هذه المعاني هي التي تمس قيم الإخوة الإنسانية بين أفراد المجتمع الذين يتقاسمون العيش سويا بغض النظر وصرفه عن الدين والعرق والجنس واللون….
ولاسيما بين من تربطهم روابط مقدسة أقصد هنا الأسرار الكنسية
معمدون. أزواج كهنة. ومكرسين…… فهنا المنطلق للمجتمع.
هو التعاطف الأخوي موضع مقالي هذا. إن تجد إخوة لك سيرهم الله في طريقك على هيئة ملائكته وخدام دروبه.

التعاطف هو التعبير عن المشاركة الوجدانية والاهتمام بالآخر بالتفكير والقول والفعل ، كما يشمل التعاطف مد يد العون للآخر بـروح الاحترام والحب. والإنسان المتعاطف الذي يمتلك الذكاء الروحي يتمتع بشعور قوي بالالتزام تجاه الآخر من حوله ويكون مسؤول عن مساعدته.
لم يخلق الإنسان وحيدا في الحياة فليس هناك إنسان لن يتعرض للتجربة فلا تدين كي لا تدان
وسيأتي يوما ويعود عليك ما قدمته للآخر خيرا كان أم شرا
إن سمح الله لك إن تكون اليوم حاكما فلا تستبعد إن تكون يوما متهما. فكلنا جـزء من الكل يكمل بعضننا البعض ، فإذا حلت بأحدنا مصيبة فهي قد حلـت بـنـا جميعا ، وإن الأساس في توحيد الطاقات الثنائية في خدمة الحق ليس خشية من الناس بل من رب الناس
إن أظلم القريب كي يقال إني كنت عادلا ولم ارحم حتى لحمي. ليس هذا من العدل رحمة.

ما عشقت يوما من زاد على جلالك الرفيع مقاما سيدي
وكل ما سمعت عنك كان لاهوت من نور يضيء حياتي
إذا قلت :

“وَقَالَ لَهُمُ: «انْظُرُوا مَا تَسْمَعُونَ! بِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ وَيُزَادُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ.”
(مر 4: 24).