وجها مجلس رعاة مطرانية القدس الأسقفية رسالة خاصة بمثابة صرخة ضمير بخصوص الأوضاع الإنسانية العصيبة التي تلم بالشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة وتاليا نص الرسالة :
نعمة لكم وسلام من لدن ربنا يسوع المسيح رئيس السلام في ظل الظروف الراهنة، وما نشهده في هذه الأيام من تشويش، وضياع، وفقدان للقيم الإنسانية، والمبادئ المسيحية التي نشأنا عليها؛ مما يحثنا على أن نرفع صوت الضمير الإنساني المسيحي عاليًا إزاء مشهد انعدام الإنسانية، والدوس على أدنى حقوق الإنسان، والعيش بكرامة. لا شك بأننا ككنيسة نجد أنفسنا في عين العاصفة، شاخصين نحو السماء من حيث يأتي عوننا، ومنطلقين بالخدمة الموكلة إلينا، متسربلين بواجبنا الروحي والإنساني، حاملين رسالة المسيح سيدنا، والقائمة على المحبة والبذل رغم جميع الآلام والتحديات التي نواجهها. وعليه، دعا رئيس الأساقفة الأنجليكاني في القدس، سيادة المطران حسام نقوم مجلس رعاة المطرانية إلى اجتماع عبر منصة زوم يومي الإثنين والثلاثاء 13 و14 تشرين الثاني 2023، حيث ارتكز الاجتماع على الصلاة، والتأمل والمشاركة في مناحي العمل الراعوي والمؤسساتي ضمن أقاليع المطرانية المختلفة، وما تواجهه الخدمة من تحديات في ظل الظروف التي نعيشها. انطلاقا من إيماننا المسيحي، بأن الله قد كلل الإنسان بالمجد والبهاء (مز (58)، وخلقه على صورته ومثاله؛ ليعيش بكرامة، فإن أرواح البشر جميعا غالية دون تمييز، أو تفرقة عرقية، أو دينية. رفع الحضور الصلاة من أجل السلام الشامل المبني على الحق والعدل والمساواة ومن أجل وقف إطلاق النار، وإنهاء الحرب والصراعات، وسفك الدماء مثنين على خدمة مطرانيتنا التي تتجلى اليوم في مشفانا “الأهلي” “العربي” في غزّة، وعلى يد طاقمه العامل بوصية سيدنا يسوع المسيح المتسمة بالخدمة، وبذل الذات، ومحبة الآخر، حاملين صليب الألم والرجاء الحي. انطلاقا من واجبنا الراعوي المرتكز على رسالة المسيح القائمة على المحبة، نضع بينَ أيديكم رسالة مجلس الرعاة هذه، ضارعين إلى الله العلي القدير أن تكون مصدر رجاء وتعزية لنا أجمعين، نحن الذين نخوض هذه التجربة جنبًا إلى جنب، رافعين الصلاة معا حتى يصل إلى جميع بني البشر صوت الكنيسة صوت الحق صوت المسيح الذي ينادي بالمحبة والتآخي بعيدًا عن كل عنف وتعصب وانغلاق، ورفض للآخر، سائلين الله أن يحفظنا سالمين من كل شر وسوء مستذكرين كلمات القديس بولس القائل: مُبَارَكَ اللهُ أَبُو رَبَّنَا يَسُوعَ المَسيح، أبو الرَّأْفَةِ وَإِلَهُ كُلَّ تَعْزِيَة، الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلَّ ضِيقَتِنَا، حتى نستطيع أن نُعَزَيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُل ضيقة بالتغزيَةِ التي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللَّهِ.”
(2) کو 1: 3-4)
الثلاثاء ١٤ /١١/ ٢٠٢٣