يتلمّس الأردن احتياجات الأهل في غزة بكافة مواقعهم، وحيثما كانت أماكن تواجدهم، وأيّا كانت هذه الاحتياجات، ويصل لهم أينما كانوا، مغطيا احتياجاتهم ومقدما المساعدات والعون، بديمومة لم تنقطع منذ بدء الحرب على القطاع، في سعي حقيقي لمساندتهم ودعم صمودهم وثباتهم في أراضيهم ووطنهم.
ونظرا لكون أداة الحرب الإسرائيلية وجرائمها لم تحترم خصوصية الأماكن بما فيها المساجد والكنائس والمستشفيات والمدارس، وقدسية أماكن العبادة، منتهكة قدسيتها وخصوصية أجوائها، منتزعة منها أجواء السلام، باعتدائها على من لجأ لطلب السلام داخل جدرانها، ليتجاوز عدد المساجد التي اعتدى عليها الاحتلال العشرة، في حين لم تسلم الكنائس في غزة من الاعتداءات ما سلب منها سلامها وأمنها، وقدسية أجوائها.
ووقف الأردن بتوجيهات جلالة الملك مع الأهل في غزة بكافة هذه المواقع، مقدما المساعدات، والسند، ليصل إلى الكنيسة والتي لجأ لها مواطنون بحثا عن الأمن والسلام، وقدّم المساعدات التي يحتاجها من هو داخلها، بتأكيد على أن الأردن يصل للغزيين أينما كانوا، ما دامت حناجرهم تنادي بطلب العون والسند من الأردن، سواء جاهروا بطلبه أم لم يجاهروا، فهو الأردن الذي يتلمّس احتياجات الأهل في غزة على الدوام.
أمس الأول، ووفقا للأمين العام للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية الدكتور حسين الشبلي تمكنت الهيئة بالتعاون مع وزارة الخارجية وشؤون المغتربين من تقديم المساعدة لمئات من المحاصرين داخل كنيسة في قطاع غزة، مبينا أن المساعدات اللازمة والمواد الغذائية قدّمت إلى نحو 620 شخصاً بينهم 60 طفلاً من ذوي الإعاقة لجأوا إلى داخل كنيسة دير اللاتين طلباً للأمان.
ولفت د. الشبلي إلى أن الكنيسة تقع على مقربة من المستشفى الأردني العسكري الميداني 76 في تل الهوا. ولاقت هذه المساعدات تقديرا كبيرا من الغزيين، ووصفوها بالاستثنائية، والتي جاءت في الوقت المناسب، ووفقا لاحتياجاتهم التي طالما تلمّسها الأردن بقيادة وتوجيهات جلالة الملك ومتابعة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، موجهين الشكر إلى جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد على كل ما يقدمه الأردن من أجلهم وجميع الفلسطينين في هذه الظروف العصيبة.
وفي متابعة خاصة لـ»الدستور» لأهمية إيصال المساعدات للكنيسة ومن بداخلها في غزة، شكرت البطريركية اللاتينية جلالة الملك عبدالله الثاني والشعب الأردني، على حرصه ودعمه لمن في الكنيسة من العائلة المقدّسة في غزة، والمقيمين بها.
واعتبرت شخصيات مسيحية في غزة أنها خطوة ليست جديدة على الأردن بقيادة جلالة الملك، فهو الأردن الذي يساند ويدعم الغزيين، ويقدّم كل ما من شأنه دعم صمودهم، ويقابل ذلك جهود يقودها جلالة الملك لتحقيق السلام العادل والشامل.
وأكد متحدثو «الدستور» أن أكثر من 600 شخص استفادوا من المساعدات، التي تعدّ هامة وقد جاءت وفقا لاحتياجات العائلة المقدسة للكنيسة واللاجئين لها طلبا للأمن والسلام، مشددين على أن غزة اليوم تحتاج كل شيء، بعدما دمّر الاحتلال الإسرائيلي في حربه على غزة كل القطاعات وأفرغ غزة من كافة الاحتياجات والمستلزمات. ووفق متابعة «الدستور» يبلغ عدد الكنائس في غزة 3 كنائس هي: كنيسة القديس برفيريوس، وكنيسة دير اللاتين التي يطلق عليها اسم كنيسة العائلة المقدسة أيضًا، والكنيسة المعمدانية، جميع هذه الكنائس لم تسلم من الأضرار جرّاء الحرب على قطاع غزة، كما تعرض عشرات المواطنين الذين لجأوا للكنائس طلبا للحماية، لإصابات مختلفة نتيجة لقصف الكنائس، منتزعة بذلك حرب الاحتلال الإسرائيلي على الأهل في غزة، حُرمة وقدسية المواقع الدينية والكنائس، التي تضرب بجذورها بآلاف السنين، في حين يوجد في غزة الآن قرابة الألف مسيحي، يعيشون ظروف حرب قاسية.
البطريركية اللاتينية
ووجهت البطريركية اللاتينية رسالة شكر لجلالة الملك عبدالله الثاني والشعب الأردني، على حرصه ودعمه لابنائها في كنيسة العائلة المقدّسة في غزة، من خلال الهيئة الخيريّة الأردنيّة الهاشميّة، آملين أن تحقق الجهود المبذولة السلام العادل والشامل للأرض المقدّسة.
مسيحيون من غزة
الصحفي في تلفزيون فلسطين فيليب جهشان، قال طالما تلمّس الأردن احتياجات الغزيين وأوصل المساعدات في الوقت والمكان المناسبين، معتبرا إيصال مساعدات لكنيسة اللاتين خطوة غاية في الأهمية والإنسانية، خطوة متقدّمة لدعم الغزيين وتوفير كل ما من شأنه دعم صمودهم.
وقال جهشان الوضع الذي نعيشه سيء جدا، فلا يوجد أي شيء من مقومات الحياة ومستلزماتها، ولا يوجد نت ولا أي شيء من الاحتياجات الأساسية، مبينا ان قرابة 950 شخصا مسيحيا، يعيشون في الكنائس أو المناطق التي في محيطها طلبا للأمن والطمأنينة، علما بأن الاحتلال لم يترك حتى الكنائس كما المساجد تنعم بالأمن والسلام.
وأكد أهمية المواقف الأردنية بقيادة جلالة الملك ومتابعة سمو الأمير الحسين ولي العهد بدعم الأهل في غزة، وقال فخرنا وانتماؤنا لشرف الأمة العربية جلالة الملك عبد الله الثاني ، معتبرا مواقف جلالته هي السند والدعم الأساسي لصمودهم، وإجراءات وكلمات جلالته في كافة المحافل العربية والدولية، وجهود جلالته لدعم الكنائس والمسيحيين وتوفير ما يثبتهم في أرضهم ويجعلهم أكثر قوة.
واتفق عدد من مرافقي جهشان في الكنيسة التي يتواجد فيها مع رأيه بأن ما قام به الأردن بقيادة جلالة الملك خطوة هامة جدا، ومتقدّمة لصالح مسيحيي غزة، الذين يعيشون اليوم فترة هي الأسوأ والأكثر خطورة، معربين عن أملهم بأن يتم مساعدة كافة كنائس غزة، ومسيحييها كونهم بحاجة لكافة مستلزمات الحيا
نقلا عن جريدة الدستور نيفين عبد الهادي