كلمة المجيء تعني “حلول” أو “وصول”، وهو موسم تستعدّ له العديد من الكنائس حول العالم. وهو يبدأ يوم الأحد الرابع قبل يوم عيد الميلاد، (يوم الأحد القريب من 30 نوفمبر)، وينتهي في ليلة عيد الميلاد (24 ديسمبر). إن محور الموسم بأكمله هو الإعداد للاحتفال بميلاد يسوع، وهو يُعَّد فرصة كبيرة للالتقاء معًا كأسرة واحدة وقضاء بعض الوقت في التفكير في هدية الله لنا من خلال ابنه يسوع المسيح. إن هدفنا من هذه المقالة هو تعليمكِ كيفية تحضير إكليل المجيء (كرمز بصري للمجيء) وأن نقدم لكِ بعض الأفكار حول كيفية استعدادك أنتِ وعائلتكِ للاحتفال بميلاد المسيح!
إكليل المجيء
يمكن لإكليل المجيء أن يوفر تركيزًا بصريا لأفكارنا أثناء موسم المجيء، وهو لحظة جميلة يمكنكِ مشاركتها مع العائلة والأصدقاء وزوار يوم الأحد. يمكنكِ بالطبع وبكل بساطة شراء الإكليل من المتجر، أو يمكنك صنع واحد، لربما مع زوجك وأولادك! عادة ما يكون الإكليل دائريًا ويعتليه أربع شموع حول الدائرة تمثل أيام الأحد الأربع التي تسبق يوم عيد الميلاد. ويضيف البعض شمعة إضافية في منتصف الإكليل لتمثّل يوم الميلاد.
يمكنكِ أن تقرري إضاءة الشموع خلال وجبة طعام، وعادة ما تُشعل الشمعة الأولى في 2 ديسمبر، ثم الثانية في 9 والثالثة في 16، وهكذا. تقليديًا، يتم إرفاق بعض الأهمية للون الشموع، وعادةً ما يختار البعض اللون البنفسجي، وهو اللون الليتورجي الذي يركز للتوبة والعودة إلى الرب. ولكن بالنسبة لإكليل المجيء، فيمكن أن يكون بأي لون أو شكل.
استغلّي ضوء كل شمعة كفرصة للتفكير بنعمة عيد الميلاد التي نجدها من خلال يسوع، وللصلاة مع جميع أفراد الأسرة. سوف نقترح أدناه بعض القراءات والصلوات من أجل جعل زمن المجيء تجربة روحية جميلة لكِ ولعائلتكِ.
التأمل في أسماء يسوع
“اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ
أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا.
الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلاَلِ الْمَوْتِ
أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ
لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا،
وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ،
وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا،
إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ”.
(إشعياء 9: 2 و6)
من كل الأسماء التي كان يمكن أن يعطيها النبي للطفل الذي سيولد، اختار إشيعاء هذه الأربعة: عجيبًا مشيرًا، إلهًا قديرًا، أبًا أبديًا، رئيس السلام.
بينما تضيئين شموع المجيء ركّزي على واحد من هذه الأسماء في كل مرة. سوف تجدين أدناه بعض الاقتراحات التي يمكن أن تساعدك على قيادة هذا الوقت في التأمل والصلاة.
الشمعة الأولى: عجيبًا مشيرًا
قراءة
في الأحد الأول من زمن المجيء، نضم صوتنا إلى أصوات المسيحيين في جميع أنحاء العالم للاحتفال بقدوم يسوع المسيح، ابن الله. يمثل الإكليل الدائري محبة الله الأبدية.
اليوم، نضيء الشمعة الأولى لتذكرنا بأن يسوع جاء إلى العالم كمشير عجيب – هو الإله الرائع الذي يعطينا المشورة إذا تقدمنا إليه. الله يعرِفُنا بشكل خاص وحميم، ويفهمنا أكثر مما نفهم نحن أنفسنا. وهو قد رآنا نتخبط في الظلام فأعطانا نوره، ابنه (يمكنك إضاءة الشمعة الآن) ليكون مشيرًا عجيبًا رائعًا.
صلاة مقترحة
شكرًا لك، أيها الإله المُحب، الكامل الحكمة والرحمة، من أجل إرسال ابنك لنا في هيئة إنسان. لقد مشى يسوع على هذه الأرض وفي هذه البلاد، وشهد نفس مواطن الضعف والتجارب التي نمر فيها، ولكنه بقي دون خطيئة. ولأنه يفهمنا بشكل تام، فهو مشيرٌ رائعٌ وكاملٌ لنا. واليوم، نريد أن نستمع إليه حتى نتمكن من العيش حياة ترضيك، حياة نصل من خلالها إلى الآخرين، ونكون بركة لهم.
الشمعة الثانية: أبا أبديا
قراءة
اليوم، الأحد الثاني من زمن المجيء، نحن نركز أفكارنا على يسوع الآب الأبدي. الآب والابن لأنه “هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه، وابنه الوحيد – لماذا؟ – لكي لا يهلك أحد، بل كل من يؤمن به سوف تكون له الحياة الأبدية.” الله يحب، والله يعطي، ونحن نؤمن، ونحن بالنتيجة نعيش ونحيا. نأتي لك أيها المشير العجيب (أضيئي الشمعة الأولى)، وأيها الأب الأبدي (أضيئي الشمعة الثانية).
صلاة مقترحة
يا الله، آب كل الخليقة، الموجود أمس واليوم وإلى الأبد، نحن نعترف بك كأبينا الذي يحبنا ويحمينا ويرشدنا. أعطنا أن نعرفك بشكل أعمق كآب لنا بكل ما يعنيه ذلك. نحن نؤمن بمحبتك العظيمة لنا، وأنا أؤمن بمحبتك العظيمة الخاصة لي. أعطنا أن نعرف وأن نقف اليوم في رهبة من قوة محبتك لنا، وأعطنا أن نشعر بدفء حضنك الأبوي.
الشمعة الثالثة: رئيس السلام
قراءة
استخدمَ العهد القديم كلمة “سلام” (شالوم)، بشكل يدل ويشير إلى وفرة كاملة، ماديًا وروحيًا، وهذا السلام هو هدية الله لشعبه. لقد جلب يسوع معه هذا السلام وغادر تاركًا لنا هذا السلام: السلام بين الله والرجال والنساء؛ السلام بين اليهود والأمم؛ والمصالحة بين الخالق والخليقة. أنتَ معنا هنا اليوم أيها المشير العجيب [أضيئي الشمعة الأولى]، الآب الأبدي [أضيئي الشمعة الثانية]، ورئيس السلام [أضيئي الشمعة الثالثة]، الذي يعطي سلًاما يفوق كل عقل بشري.
صلاة
يا يسوع، يا رئيس السلام، أعطنا اليوم أن تمتلئ حياتنا بسلام الله. أعطنا أن نعيش في وئام معك، ومع أي شخص يأتي إلى حياتنا هذا الأسبوع. المجد لك في الأعالي والسلام لجميع أحبائك.
الشمعة الرابعة: إلها قديرًا
قراءة
في هذا الأحد الرابع من زمن المجيء، نفتح عقولنا المحدودة وأحيانا الساخرة، إلى التفكير بإلهنا القدير. إله كل مستحيل، ما لا يُصدَّق وما لا يمكن تصوره. أعطنا يا إلهنا القدير أن نؤمن بأن مشيرنا العجيب [أضيئي الشمعة الأولى]، وأبانا الأبدي [أضيئي الشمعة الثانية]، ورئيس السلام [أضيئي الشمعة الثالثة]، هو إله قدير جبار [أضيئي الشمعة الرابعة]، الذي قد صنع معجزة قبل أكثر من ألفي عام، ولا يزال يصنع المعجزات في حياتنا، وفي حياة كل قوي وضعيف في عالمنا اليوم.
صلاة
نحمدك ونسجد لك أيها الرب، إلهنا القدير. لا شيء مستحيل بالنسبة لك. نحن نعتمد عليك يا رب، حتى من أجل الإيمان، لكي نؤمن ونثق بك. أعطنا هذا الإيمان لنؤمن بالمستحيل، بقدرتك على صنع المعجزات في حياتنا وعلى جلب الرجاء والفرح للآخرين في هذا العيد المجيد. فلترسل يا رب قوتك لتقوي وتعزي أولئك الذين يشعرون بالضعف اليوم، ولتغير أولئك الذين يعتقدون أنهم أقوياء بجدارتهم الخاصة.
الشمعة الخامسة
في يوم عيد الميلاد هذا نتذكر ميلاد يسوع بفرح عظيم. “لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنًا، وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيبًا مشيرًا، إلهًا قديرًا، أبًا أبديًا، رئيس السلام. لنمو رياسته، وللسلام لا نهاية.” إلهنا القدوس، إلهنا الكامل: مشيرنا العجيب [أضيئي الشمعة الأولى]، الآب الأبدي [أضيئي الشمعة الثانية]، رئيس السلام [أضيئي الشمعة الثالثة]، الإله القدير [أضيئي الشمعة الرابعة]، أُملك بسلام وقوة في حياتنا [أضيئي الشمعة في المنتصف].