آسي مينا/نورسات الاراضي المقدسة
أكّد الأب جبرائيل رومانيلي، كاهن رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة، أنّ على الرغم من قلّة عدد المسيحيين في القطاع، يتّسم وجودهم بفاعلية ملموسة وتأثير كبير على فئات المجتمع هُناك، خصوصًا الأكثر ضعفًا منهم.
وفي مقابلة خاصة مع البطريركية اللاتينية في القدس، سلَّط رومانيلي الضوء على واقع رعيّته. وفسّر أهمية وجود المسيحيّين في المنطقة رغم قلة أعدادهم.
عدّد رومانيلي المساهمات المفصلية التي تضطلع بها الكنيسة في المجتمع الغزّاوي. فهي لطالما بلسمت جراحات الناس وما زالت تُبلسمها، على الرغم من الحرب والتضييقات. وشدّد على أنّ مدينة غزة جزء لا يتجزّأ من الأراضي المقدسة.
وذلك ليس بسبب الامتداد الجغرافي والقرب من المدن المقدسة الرئيسة فحسب، بل لأنّه بحسب التقليد، مرّت العائلة المقدسة في أثناء هروبها ورجوعها من مصر عبر هذه المدينة. لذا كُرِّست الكنيسة الرعائية هناك على اسمها.
ولدى الكنيسة المحلية في قطاع غزة خمس مدارس مسيحية، ثلاث منها تنتمي إلى الكنيسة الكاثوليكية، إحداها المدرسة الخاصة الأقدم في المنطقة وتنتمي إلى البطريركية اللاتينية. كما هناك وجود لرهبانيات كاثوليكية هي: راهبات الوردية وراهبات الأم تريزا وراهبات الكلمة المتجسد.
وقد أصبح هذا الوجود مصيريًّا لكثيرين من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والملحّة مثل أصحاب الأمراض المزمنة والمستعصية والعجزة والأشخاص الذين يعيشون وحدهم. وتُضاف إليهم منظمة كاريتاس والمبادرات الخاصة لجميع الكنائس.
وفي إشارة الى تواصل البابا فرنسيس المستمر مع الرعية، أوضح رومانيلي أنّ الأب الأقدس اتّصل مرّات عدّة بكاهن الرعية وراهباتها. كما اتّصل بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا بالجماعة، ما كان له وقع كبير على جميع المسيحيين في القطاع. ورأى أنّ تواصل الحبر الأعظم معهم أمر في غاية الأهمية لما يحمله من بركة وتشجيع ودعم روحي ومعنوي.
أما بالنسبة إلى زمن المجيء، ففسّر رومانيلي أنه زمن توبة بامتياز. فمن خلال ممارسة الأسرار، خصوصًا سرّ المصالحة، نُجهِّز قلوبنا لاستقبال يسوع المسيح جوهر كلّ شيء. وفي ختام حديثه، أعلن رومانيلي أنّ الكنيسة والمسيحيين لن يتركوا غزة، لأنّ يسوع موجود في كلّ متألم هناك. واعتبر أنّ دور الكنيسة هو الصلاة والعمل من أجل السلام.