مع استمرار الحرب في إحداث الموت والدمار في أجزاء عديدة من العالم، دعا بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا المسيحيين إلى تجاوز المآسي الحالية والاستماع إلى رسالة عيد الميلاد المحبة والسلام والمصالحة.
وقال غبطته في رسالة فيديو بمناسبة عيد الميلاد صدرت الخميس 21 كانون الأول 2023، أنّه في الوقت الذي “يبدو أن العنف والكراهية والانقسام ومشاعر الانتقام هي السائدة”، يظل المعنى الحقيقي لعيد الميلاد أكثر أهميّة من أي وقت مضى.
وأشار إلى الحرب المستمرة في أوروبا الشرقية، ولكن بشكل خاص إلى الصراع في الأراضي المقدسة، وقال: “منذ السابع من أكتوبر، سقطنا في هاوية الكراهية والاستياء والانتقام والعنف والموت الذي ضرب المجتمع الإسرائيلي ويؤثر الآن على الفلسطينيين”، لافتًا إلى الأزمة الإنسانية التي تتكشف في غزة، والصعوبات التي يعاني منها المجتمع المسيحي الصغير في بيت لحم، في الصفة الغربية.
وفي هذه الأوضاع المأساويّة، أشار غبطته إلى أن “الجميع منغلقون على آلامهم، بينما يذكرنا عيد الميلاد بأن الله يأتي إلينا، ويجعل نفسه حاضرًا بيننا، ويفتح قلوبنا للقاء الآخرين”. وأشار إلى أنه على الرغم من كل أعمال العنف، علينا ألا ننسى المعنى الحقيقي لرسالة عيد الميلاد “أن الله يصير جسدًا بالمحبّة، وينقل لنا طريقة جديدة للوجود في العالم، وهي أن يبذل المرء حياته من أجل محبّة الآخرين”.
وقال: إنّ قول نعم لله يعني “الانفتاح على الحوار والمصالحة والغفران والصداقة، والاعتراف بالآخر كجزء مهم من حياتنا”. واختتم بطريرك القدس للاتين رسالته بدعوة المؤمنين في الأرض المقدسة وفي جميع أنحاء العالم إلى رفع أنظارهم إلى ما هو أبعد من الألم و”رؤية عمل الله يتم”. وقال: “إنه حقًا سيد التاريخ، وسيّد تاريخ كل واحد منا، وتاريخ العالم”.