بيت لحم/ وكالة وفا الفلسطينية/نورسات الأراضي المقدسة
دشنت بلدية بيت لحم، والمجتمع المدني، تحت رعاية رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، السبت، مغارة الميلاد “الميلاد تحت الأنقاض” في ساحة المهد بمدينة بيت لحم، لايصال الصوت الفلسطيني من مدينة المهد إلى العالم في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة.
وقالت وزيرة السياحة والاثار رولا معايعة، في كلمة نيابة عن رئيس الوزراء، “يطل علينا عيد الميلاد المجيد هذا العام ونحن نعيش بأصعب وأحلك الظروف والأوقات نتيجة ما يعانيه أهلنا في قطاع غزة المحاصر، وفي كافة مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية والقدس، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا”.
وأضافت أن آلة البطش والقتل والاجرام تنفذ أمام أعين العالم، كإحدى أفظع المجازر والجرائم بحق شعب أعزل يحاول الدفاع عن وجوده وبقائه وصموده على أرضه.
وأشارت إلى أن العالم يحتفل بعيد الميلاد المجيد، ومدينة الميلاد حزينة كئيبة متألمة، فأطفالها وشبابها ونساؤها ورجالها يعتريهم الخوف والحزن والألم مما يجري، ومدينة المهد كباقي المدن الفلسطينية محاصرة بالكامل مغلقة حزينة لا يستطيع أحد الوصول إليها ولا الخروج منها، أهلها وشعبها بلا عمل وبلا أمل نتيجة تعطل وتوقف حركة السياحة الوافدة اليها والتي تشكل عصب الاقتصاد فيها.
وأضافت معايعة، أن مدينة المهد التي كانت تستقبل سنويا ملايين السياح والحجاج من كافة بقاع العالم، يقيمون في فنادقها ويتجولون في أزقتها وطرقاتها ويتسوقون من أسواقها ومتاجرها، واليوم تعيش حالة من الركود الشامل.
وأكدت أن الميلاد ليس بالاحتفالات وليس بالأنوار والشجرة والزينة، إنما باستقبال رسالة الميلاد في نفوس البشر وفي عقولهم وقلوبهم، وفي العمل على تحقيق هذه الرسالة بالدعوة للسلام، والدعوة لنبذ العنف والقتل والاجرام الذي تمارسه دولة الاحتلال، والدعوة للصلاة لكل المضطهدين والمظلومين والنازحين والمشردين من شعبنا.
وقالت معايعة: “من هنا ومن ساحة الميلاد أدعوا العالم للانتصار للحق ضد الظلم، وأن يعملوا على إلزام حكومة الاحتلال بوقف إطلاق النار، والكف عن قتل الأطفال والنساء، والعمل على إحلال سلام عادل وشامل يضمن لشعبنا أن يحيا ككل شعوب الأرض بحرية وكرامة وعدل على أرضه، تحت رايته ليقيم عليها دولته المستقلة”.
وأضافت: “نحن نطلق اليوم هذا العمل الرمزي في بيت لحم فإن شعبنا على ثقة أن رسالة الميلاد التي أرسلها رسول السلام ستنتصر على الظلم والطغيان، حيث أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس ورغم كل المعيقات والعراقيل تواصل العمل من أجل وقف العدوان وإحقاق حقوقنا وإنهاء الاحتلال من أجل نيل حريتنا”.
من جانبه، قال رئيس بلدية بيت لحم حنا حنانيا: “هنا غزة حاضرة، فالمغارة ليسَت عادية فهي مدّمرة بفعل القصف، بينَ جدرانِها تحتضن العائلة المقدسة من خلال شكلها الذي يماثل خارطة غزة، والأطفال الّذين ارتقوا شهداء كالملائكة تنظر من السماء، وضوء المغارةِ هنا خافت جدا بسبب القصف والموت، وفي الوسط تحتضن مريم العذراء الطفل يسوع، مُعلَنة الحياة الجديدة للبشريةِ جمعاء”.
وأشار إلى أن كلّ شيء استثنائي هذا العام، يحلّ عيد الميلاد المجيد في ظلّ ظروف صعبة جدا، راح ضحيتها الآلاف بين شهيد وجريح وتشريد المواطنين في غزة، وبيت لحم، ولأول مرة لا توضع شجرة الميلاد، ولن تضيء شوارع بيت لحم، وسيقتصر العيد على الشعائر الدينية فقط، هو التزامٌ أخلاقي ووطني، فشلال الدم يغيّب أيّ إمكانية للفرح.
وتابع: “كلي يقين بأنّ نجمة بيت لحم ستضيئ فوق غزة لتعطيها أملا ورجاء رغم الدمار، وتُعطيها حياة رغم الموت، فنحن الفلسطينيون أبناء الحياة، وسنبقى كذلك”.
وتخلل الفعالية صلاة من أجل السلام في فلسطين مع إضاءة الشموع، وعرض ميدلي ميلادي وطني وأبريت “سلام بغزة”.
وشارك في الفعالية، القائم بأعمال محافظ بيت لحم محمد طه، وسفير جمهورية مصر، وممثلي المؤسسات والاجهزة الامنية ورجال الدين.