تعدّ روما وتحديدًا بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان مقصدًا عالميًّا للحجّاج.
تستقطب المؤمنين والسيّاح من مختلف أنحاء العالم للصلاة أمام ضرائح قدّيسين عدّة منهم بطرس الرسول ويوحنا بولس الثاني وغيرهما، أو للتأمّل في المكان المليء بالروائع الفنّية. وإلى قلب البازيليك وصلت الجمعة 19 يناير/كانون الثاني فسيفساء للقدّيس شربل مخلوف.
فعند الساعة 9.30 صباحًا بالتوقيت المحلّي (10:30 بتوقيت لبنان) 11:30 بتوقيت الأردن.احتفل رئيس كهنة البازيليك الكاردينال ماورو غامبيتي برفع فسيفساء لطبيب السماء في قلب المغاور الفاتيكانية، الواقعة تحت الكنيسة. بحضور رئيس دائرة الكنائس الشرقية الكاردينال كلاوديو غودجيروتّي، وبعد الاحتفال أقيم قدّاس بالطّقس المارُوني في الكابيلا الهنغارية في المغاور، احتفل به المعتمد البطريركي الماروني في روما المطران رفيق الورشا والرئيس العام للرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة.
أين ستوضع الصورة؟
وفي وقت سابق وفي حديث خاص إلى «آسي مينا»، شرح السفير اللبناني لدى الكرسي الرسولي فريد إلياس الخازن أنّ فسيفساء قدّيس لبنان ستُرفَع بالقرب من ضريح القديس بولس السادس، وهو البابا الذي أعلن شربل طوباويًّا ومن بعدها قدّيسًا. وتحتضن المغاور ضرائح كثيرين من البابوات، منهم الطوباوي يوحنّا بولس الأوّل وبنديكتوس السادس عشر.
فسيفساء القدّيس شربل ستكون آخر فسيفساء تُرفَع في بازيليك القدّيس بكرس في الفاتيكان.
بدأت الفكرة في العام 2019، بمبادرة من الخازن. وفسّر السفير أنّ الفكرة الأساسية كانت إنشاء كابيلا على اسم قدّيس عنّايا في تلك المغاور. يومها كان رئيس كهنة البازيليك الكاردينال أنجلو كوماستري، وهو المسؤول عن الموافقة على أمر مماثل. فكان كوماستري متعاونًا، لكن تبيّن أن لا مكان لكابيلّا في المغاور. فجرى البحث عن بديل، وهو فسيفساء لقدّيس عنّايا.
فاتفق الخازن مع محترف القديس بطرس، وهو المؤسسة المعنية بترميم البازيليك والحفاظ عليها، على تنفيذ العمل. وعندما بدأت جائحة كورونا، توقّف العمل على المشروع. وعاد لينطلق بعد خروج إيطاليا من الجائحة مع غامبيتّي، خلَف كوماستري.
قَبِل غامبيتّي متابعة العمل على المشروع وقرّر أنّ تكون هذه الفسيفساء الأخيرة الموضوعة في البازيليك. ففي المغاور صورة أخرى لقديس فيلبّيني، والصورة الثانية والأخيرة ستكون لشربل مخلوف، كما فسّر الخازن.
مباركة البابا فرنسيس الفسيفساء
كان البابا فرنسيس بارك العمل الفنّي في 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد المقابلة العامة الأسبوعية.
فأخبر الخازن «آسي مينا» أنّ الأب الأقدس كان سعيدًا جدًّا برؤية العمل الفنّي لمار شربل. فهذا الأخير كان صديقًا مقرّبًا من المطران الماروني في الأرجنتين شربل مرعي حين كان لا يزال الأب الأقدس أسقفًا في تلك البلاد.
البابا يعرف سيرة قدّيس عنّايا،يضيف الخازن. ويوم بارك البابا الفسيفساء كان المطران الورشا موجودًا إضافة إلى مطران أبرشية القاهرة المارونية جورج شيحان، إذ كان الأخير يزور روما.
رمزيّة الحدث وقرع الأجراس.
قال الخازن إنّ لهذا الحدث رمزيّة كبيرة. فالعمل الفنّي سيكون في موقع مقدّس وهذا حدث يحصل مرّة في التاريخ. وقد أصبح القديس شربل معروفًا في إيطاليا وكلّ العالم، على حد تعبيره. وأردف أنّ عبر القديس شربل سيكون هناك حضور لبناني في داخل البازيليك.
واعتبر الخازن أنّ القديس شربل قد يكون أكثر شخصيّة لبنانية معروفة اليوم في العالم.
وقد دعا البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي بالمناسبة إلى الصلاة والابتهال لقدّيس عنّايا من أجل السلام في جنوب لبنان وغزّة. وستُقرَع الأجراس في الكنائس المارونيّة تزامنًا مع الحدث لمدّة خمس دقائق.