يعاني المسيحيون كغيرهم من أبناء الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال الاسرائيلي، عدا عن الانتهاكات التي تتعرض لها المقدسات والكنائس والاديرة من اعتداء واقتحامات، والتنكيل بالمصلين وتقييد حرية عبادة، واهانة رجال الدين والتعرض لهم، وشهد العام الحالي 2023 تصاعد في هذه الاعتداءات حيث بلغ عددها 24 إعتداء كان ابرزها:
الاعتداء على مقبرة الكنيسة الاسقفية الانجيلية:
بتاريخ 04.01.2023 تعرض المقبرة التابعة للكنيسة الأسقفية الانجيلية لاعتداء من قبل مستوطنين متطرفين، وقاموا بتدمير القبور والصلبان والاعتداء على حرمتها.
خط عبارات مسيئة وعنصرية على جدران بطريركية الأرمن الارثوذكس:
بتاريخ 12.01.2023 قام مستوطنون متطرفون بكتابة كلمات وعبارات عنصرية على جدران دير الارمن في القدس المحتلة، وكانت احدى هذه العبارات تدعوا بالموت للمسيحين وطردهم من القدس.
الاعتداء على بطريركية الارمن الارثوذكس:
بتاريخ 29.01.2023 حاول عدد من المستوطنين اقتحام دير الارمن في القدس، كما تم اعتلاء الاسوار لازالة علم البطريركية كمان تم الاعتداء على الشبان ابناء الكنيسة.
الاعتداء على كنيسة حبس المسيح:
بتاريخ 02.02.2023 اعتدى متطرفين اسرائيليين على كنيسة حبس المسيح، كما قاموا بمحاولة احراقها وتدمير محتوياتهم وتكسير تمثال للسيد المسيح.
الاعتداء على كنيسة الجثمانية في القدس:
بتاريخ 19.03.2023 حاول عدد من المستوطنين بالاعتداء على كنيسة الجثمانية ومحاولة تحطيم محتوياتها.
فرض القيود على عدد المشاركين في سبت النور:
بتاريخ 15.04.2023 قامت الشرطة الاسرائيلية بفرض الحواجز داخل اسوار البلدة القديمة، لمنع وصول المصلين والمشاركين في احتفالات سبت النور الى كنيسة القيامة، كما اعتدت على العديد منهم بالضرب، وكانت الشرطة الاسرائيلية قد فرضت في وقت سابق على بطريركية الروم الارثوذكس قرار بتحديد عدد المشاركين، الامر الذي رفضته البطريركية حينها ودعت كافة المسيحيين بالمشاركة في الاحتفالات الدينية والتقليدية.
الاعتداء على كنيسة العشاء الاخير:
خلال شهر يونيو من هذا العام، قام احد المستوطنين بالاعتداء على كنيسة العشاء الاخير ( العلية)، والقاء الحجارة عليها مما ادى الى تحطيم النوافذ الزجاجية الملونة.
محاولة لتخريب احتفالات عيد العنصرة الغربي في جبل صهيون:
قام ما يقارب 20 يهودي متشدد بالنفخ في الابواق والشتم بصوت عالي لتخريب القداس الاحتفالي.
اقتحام مجمع الكنيسة الارثوذكسية في جبل صهيون:
خلال شهر يوليو اقتحم مستوطنان مسلحان مجمع الكنيسة الارثوذكسية في جبل صهيون، وقاموا بالاعتداء على احد مسؤولي الكنيسة، وطالباه بالخروج مدعين ان الموقع ” جبل صهيون ملك للشعب اليهودي”.
الاعتداء على كنيسة مار الياس في حيفا:
بتاريخ 18.07.2023 حاولت احدى الجماعات الاسرائيلية المتطرفة اقتحام دير مار الياس في مدينة حيفا، واداء صلوات دينية، وسط ادعاء من هذه الجماعات باحقيتها في الدير، الامر الذي دفع ابناء المدينة لحماية الدير في الوقت الذي لم تحرك فيه الشرطة الاسرائيلية اي ساكن، واستمرت الاعتداء على الدير لعدة ايام متواصلة، علما ان هذا الاعتداء ليس الاول الذي يتعرض له الدير.
الاعتداء على رجل دين مسيحي في القدس ( سائح ):
بتاريخ 21.07.2023 اثناء جولة لرجل دين مسيحي يزور الاراضي المقدسة، تعرض لاهانة من قبل احد الحراس في منطقة الحائط الغربي للمسجد الأقصى (حائط البراق ، حائط المبكى) وحاول احد الحراس اليهود اجباره على خلع الصليب
استفزازات يتعرض لها المسيحيين في الحي الارمني:
بتاريخ 15.08.2023 تم رصد عدد من الاعتداءات والاستفزازات والتهديدات التي يتعرض لها سكان الحي الارمني، حيث تلقى الارمن رسائل عبر الفيسبوك من قبل جيرانهم اليهود تفيد بملكيتهم لمنازلهم مطالبين اياهم ب”البدء بحزم امتعتهم”، مما اثار مخاوف واسعه النطاق بين السكان الارمن في القدس.
الاعتداء على المصلين في احتفالات عيد التجلي:
بتاريخ 19.08.2023 أًصدرت الشرطة الاسرائيلية قرار عسكري بمنع وصول المصلين الى جبل طابور للمشاركة في القداس الاحتفالي لعيد التجلي، واقتصار المشاركة على رجال الدين فقط.
الاعتداء على دير الملاك جبرائيل بالناصرة:
بتاريخ 21.08.2023 قامت مجموعة من اليهود المتطرفين بالقاء الحجارة على دير الملاك جبرائيل بالقرب من الناصرة، واظهر مقطع فيديو يوثق هذا العمل الاجرامي صوت ارتطام الحجارة بالدير مصحوبا بصوت لشباب اليهود المتطرفين يصرخون باللغة العبرية.
الاعتداء على المشاركين في المسيرة التقليدية لعيد رقاد العذراء مريم:
بتاريخ 28.08.2023 تم الاعتداء على الشبان المسيحين خلال المسيرة التقليدية لعيد رقاد السيدة العذراء، كما قامت بمنع الفلسطينيين من الدخول الى مدينة القدس للمشاركة في الاحتفالات الدينية وقامت بالقاء قنابل الغاز بالقرب من حاجز 300.
في غزة، ومنذ بداية الإبادة الجماعية الإسرائيلية، لم يسلم المسيحيون الفلسطينيون، إلى جانب الكنائس والمؤسسات المسيحية، من الهجمات الإسرائيلية:
17 تشرين الأول: استهدف الإحتلال الإسرائيلي لمبنى المستشفى الأهلي المعمداني في غزة بصاروخ. حيث وفر المستشفى بالإضافة الى دوره الأساسي في تقديم الرعاية الطبية للمرضى والجرحى الفلسطينيين، المأوى لآلاف النازحين الفلسطينيين. وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل 500 فلسطيني، كثير منهم من الأطفال. كما لحقت أضرار بالكنيسة المجاورة للمستشفى. وتعود إدارة المستشفى للكنيسة الأسقفية العربية الأنجليكانية في الأراضي المقدسة.
19 أكتوبر: شنت إسرائيل غارات جوية استهدفت مجمع كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس في غزة. وأدى الهجوم إلى تدمير مبنى مجلس الكنيسة، ومقتل 17 مسيحياً فلسطينياً (بينهم 9 أطفال)، أكبرهم يبلغ من العمر 12 عاماً، وأصغرهم يبلغ من العمر 3 أشهر. وتم القضاء على عائلات بأكملها، ونزوح 382 فلسطينياً للبحث عن مأوى هرباً من القصف الإسرائيلي العشوائي.
30 تشرين الأول: قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية المركز الثقافي والاجتماعي العربي الأرثوذكسي التابع للكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، حيث لجأ إليه 1000 نازح فلسطيني هرباً من القصف الإسرائيلي. ودمر القسم الشرقي من المركز بشكل كامل، حيث كان يضم صالة رياضية ومسرح ومكاتب إدارية ومساحات مفتوحة. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد أصدرت إنذاراً بإخلاء المركز بتاريخ 29/10/2023. ويقدم المركز خدماته لكافة أفراد الشعب الفلسطيني في غزة في مختلف المجالات الثقافية والاجتماعية والرياضية.
4 نوفمبر: غارات جوية إسرائيلية تستهدف مدرسة راهبات الوردية في غزة التابعة للكنيسة الكاثوليكية. وأدى القصف إلى إلحاق أضرار جسيمة بالهيكل الداخلي للمدرسة وبالملعب الخارجي الكبير. كما إنهار أحد مباني المدرسة.
16 كانون الأول: استشهاد أم مسيحية فلسطينية وابنتها ناهدة وسمر أنطون برصاص القناصة الإسرائيليين في غزة. وقُتلوا داخل كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية، التي لجأت إليها العديد من العائلات المسيحية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، وأصيب سبعة أشخاص آخرين أثناء محاولتهم حماية الآخرين داخل مجمع الكنيسة.
كما تم استهداف راهبات الأم تريزا (راهبات المحبة) بقذيفة أطلقت من دبابة إسرائيلية في غزة. وقد تم تدمير المولد الكهربائي في المبنى ومصادر الوقود والألواح الشمسية وخزانات المياه، مما جعله غير صالح للسكن. فيما يأوي المعهد أكثر من 54 شخصاً من ذوي الإعاقة، والذين يعتمدون على أجهزة التنفس الصناعي، وهم حالياً نازحون.
17 كانون الأول (ديسمبر): تم قصف مبنى جمعية الشبان المسيحية في مدينة غزة، ووقوع خسائر في الأرواح والإصابات. وكان المبنى والكنائس المجاورة له بمثابة مأوى لمئات الأشخاص منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة. كما كانت جمعية الشبان المسيحية دائماً مكاناً يقدم الخدمات لكافة أفرد المجتمع.
18 كانون الأول (ديسمبر): دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي جدران المدخل الأمامي للمستشفى الأهلي المعمداني في غزة واحتجزت معظم العاملين هناك. وتركوا طبيبين وأربع ممرضات لرعاية أكثر من 100 مريض مصاب بجروح خطيرة. وتمركزت دبابات الاحتلال الإسرائيلي على أنقاض جدار مدخل المستشفى، مما أدى إلى إغلاق كل الطرق المؤدية إليه.
الأرمن في القدس يتعرضون للهجوم:
15-16 تشرين الثاني/نوفمبر: في مناسبتين منفصلتين مساء يوم 15 تشرين الثاني/نوفمبر وصباح يوم 16 تشرين الثاني/نوفمبر، اقتحم مستوطنون إسرائيليون مسلحون مدعومون بحراس أمن خاص مقر حديقة البقر (جوفيرو بارديز) في الحي الأرمني في البلدة القديمة في مدينة القدس.
وتهدف هذه الخطوة إلى تأكيد السيطرة على أرض تابعة لبطريركية الأرمن في القدس والتي تشكل 25% من الحي الأرمني في محاولة لتغيير الحقائق على الأرض. بمرافقة جرافتان، ومنعت الجالية الأرمنية من التقدم، وتدخلت الشرطة الإسرائيلية بأعداد كبيرة الساعة 11:00 مساءاً يوم 15 تشرين الثاني/نوفمبر. وبدلاً من إبعاد المستوطنين، إعتقلت شرطة الاحتلال 3 أفراد من الطائفة الأرمنية، بينهم طفل يبلغ من العمر 17 عاماً.
28 كانون الأول (ديسمبر): تعرضت مجموعة من رجال الدين والعلمانيين الأرمن لهجوم من قبل حشد عنيف من المستوطنين الإسرائيليين أثناء قيامهم باعتصام في حديقة البقر في القدس والمستخدمة حاليًا كموقف للسيارات. وأظهر مقطع فيديو بهاتف محمول صوره أحد الكهنة الأرمن وهم يشتبكون مع عشرات المستوطنين الإسرائيليين الملثمين الذين حاولوا على ما يبدو طردهم من ممتلكاتهم. وبحسب ما ورد أصيب العديد منهم نتيجة لهذا الإعتداء.
في الختام،
لا تحصى الجرائم التي يتعرض لها المسيحييون ورجال الدين والمقدسات من قبل المستوطنيين، فقد سجل عام 2023 العديد من المضايقات والاعتداءات الجسدية واللفظية، وتم البصق على كاهن ارمني اكثر من 90 مرة، كما اظهرت بعض كاميرات المراقبة في البلدة القديمة تعرض عدد من الراهبات للبصق خلال مرورهم من طريق الالام، عدا عن محاولة احد المستوطنين التبول على جدران دير القديس جاورجيوس، وحين حاول احد الشبان الارمن منعه تدخلت الشرطة الاسرائيلية وقامت باعتقال الشاب الأرمني لمدة ثلاث ايام.