الوحدة التي ننشدها . شركة في الصلاة وشركة في المحبة وفي الخدمة . وقمة الشركة في طاعة أمر الرب فينا وفي كنيسته .
إن مأساة البشر اليوم تكمن في رفض الأخر المختلف عني . فالأنا يرفض الأخر كما هو ولا يستسيغه . إلا في خدمة الأنا . وهذا العمل بحد ذاته الخطيئة. لأن عمل إبليس يقوم على الأنانية ويستنكر الإختلاف.
هنا تأتي الصلاة من أجل الوحدة. تظهر رغبة نضعها أمام الرب في أن يطهر قلوبنا من كل أنانية وكبرياء وانتفاخ . ويعلمنا الصلاة معا بقلب متضع وتوبة صادقة .
الله الواحد الذي نؤمن به واحد في الطبيعة ومختلف في الأقانيم. نؤمن بهذا ولا ندرك معناه . أنه واحد ولكنه مختلف الوجوه . ونحن البشر نختلف بعضنا عن البعض لأننا خليقة الله . وعلى مثاله .
سوف لن نبلغ الوحدة كلما خلطنا بينها وبين إزالة الفوارق أو إبتلاع (الأخر )في (الأنا ) فإنما يلزمنا شفاء وتحرير وخلاص . لأن الإنقسام والفرقة داء صعب الشفاء منه . ويلزم تحرر وهذا يصعب لدى الجهال . والخلاص لا يكون إلا بمعونة الرب الذي يمنحنا إياه. وحدها الصلاة تساعدنا على هذا كله . ولكن المصيبة إذا لم نكن نصلي حقيقية .
كلما شعرنا أننا في الكنيسة. شعرنا أننا نحن فقط الكنيسة . ولكن عندما نشعر أننا من الكنيسة شعرنا أننا قطعة من لوحة كبيرة هي كنيسة الرب . وهذه بداية الشفاء من داء الفرقة والإنقسام الذي نعيشه ككنائس . بل وأحيانا كجزر . كل منا مكتفي بنفسه .
نصلي كي يعلمنا الروح القدس كيف نصلي ويقودنا لما فيه خير النفوس وخلاصنا وخلاص النفوس من حولنا وخدمة المحبة والطاعة لأمره الإلهي. آمين