لمناسبة مؤتمر دولي تنظمه دائرة الإكليروس حول التنشئة المستمرة للكهنة أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع الكاردينال لازاروس يو هيونغ سيك عميد الدائرة الذي تحدث عن أهمية وتحديات تنشئة الكهنة ومرافقتهم في عالم اليوم.
يبدأ اليوم ٦ شباط فبراير ويستمر حتى العاشر من الشهر في الفاتيكان مؤتمر حول التنشئة المستمرة للكهنة تنظمه دائرة الإكليروس ويشارك فيه حوالي ألف شخص من ستين بلدا. وحول هذا المؤتمر الدولي تحدث إلى إذاعة الفاتيكان الكاردينال لازاروس يو هيونغ سيك عميد دائرة الإكليروس، فقال في البداية إن النظر إلى الكهنة في عالم يوم يجعلنا ندرك حاجتهم إلى دعم. وذكَّر الكاردينال بأن القديس بولس الرسول قد كتب إلى طيموتاوس منبها إياه إلى أن يذكي الهبة التي فيه، وذلك لان جمال كون الشخص تلميذا لا يأتي اليوم بشكل مفاجئ، قال عميد الدائرة، بل هنام حاجة إلى إنماء وتربية وتنشئة متكاملة، جماعية وإرسالية. وأضاف ان الكهنة يطلبون بشكل متواصل التنشئة والمرافقة كي يتمكنوا من أن يعيشوا بشكل دائم في فرح، وهذا ما نريد، قال الكاردينال.
هذا وتم التطرق خلال المقابلة إلى أن هذا المؤتمر الدولي ينطلق من استطلاع تم إرساله إلى جميع مجالس الأساقفة خلال الأشهر الماضية حول الوثيقة الخاصة بتنشئة الكهنة Ratio Fundamentalis Institutionis sacerdotali الصادرة عام ٢٠١٦ عن مجمع الإكليروس. وفي إجابته على سؤال حول نتيجة هذا الاستطلاع قال الكاردينال لازاروس يو هيونغ سيك إنه قد تم تَلَقي حوالي ٨٠٠ إجابة من جميع أنحاء العالم، وقد كشفت هذه الإجابات الجمال والممارسات والشهادات الجيدة ولكن أيضا النواقص. وتحدث بالتالي عن الحاجة إلى تنشئة أفضل، وهذا أمر هام بالنسبة للدائرة والتي تعمل في هذا المجال بشكل ملموس. وأضاف عميد دائرة الإكليروس أنه قد تم إعداد برنامج للمؤتمر الذي بدأ أعماله اليوم لا يتوقف عند قضايا عامة بل يتميز بالعملية من خلال الكثير من الممارسات الجيدة والشهادات الرائعة. كما وأشار في هذا السياق إلى تدشين الدائرة موقعا على الشبكة من أجل تأسيس شبكة عالمية لتوفير إمكانية المساعدة المتبادلة للسير قدما.
ومن الأسئلة التي أجاب عليها الكاردينال لازاروس يو هيونغ سيك كان هناك سؤال حول تحديات ومشاكل تنشئة ومرافقة الكهنة اليوم. وقال عميد الدائرة إنه يرى كهنة كثيرين يشكون من الوحدة في هذا العالم المعلمَن، وأضاف أنه وفي مثل هذا الإطار هناك حاجة إلى عناية متبادلة بين الكهنة سواء من الشباب أو الأكبر سنا. وتوقف في إجابته عند أهمية العيش كعائلة بين الكهنة، فهذا سيدعم المساعدة المتبادلة من جهة كما وسيقدم للخارج شهادة هامة من جهة أخرى. وأضاف الكاردينال أن هذا يعني بالنسبة لنا كنيسة سينودسية، أن نسير معا ونعمل معا ونخدم معا.
وعن برنامج المؤتمر ذكر عميد دائرة الإكليروس أنه يتضمن لحظات صلاة ثم تقديما من خلال رسالة من قداسة البابا، هذا إلى جانب لحظات تأمل بمشاركة شخصيات هامة، وتشكيل مجموعات عمل صغيرة من سبعة أو ثمانية أشخاص وذلك لتبادل الخبرات. وتابع الكاردينال لازاروس يو هيونغ سيك أن الخبراء أيضا، سواء على صعيد البلدان أو الأبرشيات، سيتقاسمون بدورهم خبراتهم وسيتم نشر كل هذا على الموقع الإلكتروني للدائرة، وسيكون هذا مفيدا جدا للمستقبل من أجل السير معا حسبما أكد عميد الدائرة.
وعن تنظيم المؤتمر قال الكاردينال لازاروس يو هيونغ سيك إنه من المنتظر مشاركة ألف شخص من أكثر من ستين بلدا في هذا الحدث الهام الذي تعوِّل عليه الدائرة كثيرا. وأضاف أن أغلبية المشاركين ستكون بالطبع من الكهنة إلا أن هناك أيضا علمانيين ونساء سيساعدوننا، حسبما ذكر عميد الدائرة، في التنشئة المستمرة للكهنة ومرافقتهم. ثم تحدث من جهة أخرى عن الرسالة القوية التي سيقدمها البابا فرنسيس حول كيفية السير إلى الأمام، وشدد الكاردينال بالتالي على ضرورة تطبيق رسالة البابا هذه على أرض الواقع.
وفي ختام المقابلة أعرب عميد دائرة الإكليروس عن الرجاء أن يمَكننا هذا المؤتمر، حسبما ذكر، من أن نفهم أين نحن وأي طريق نختار، ما هي الكنيسة التي نريد تحقيقها، مَن هو الكاهن الذي نريد وما هي التنشئة اللازمة. وأكد من جهة أخرى أن الكهنة سيحملون إلى العالم فرحا كثيرا وستصبح الكنيسة أكثر فرحا وشجاعة للسير قدما من خلال شهادتها الملموسة. ثم ختم الكاردينال لازاروس يو هيونغ سيك: سنسعى نحن إلى عمل أفضل ما يمكن، وأطلب من الأشخاص الصلاة من أجل الكهنة، وذلك أيضا لتشجيعهم.