أعلنت الأمانة العامة للسينودس، يوم السبت ١٧ شباط فبراير، أن البابا فرنسيس قد حدد مواعيد انعقاد الدورة الثانية للجمعية العامة العادية السادسة عشرة والتي ستعقد من الأربعاء ٢ تشرين الأول أكتوبر وحتى الأحد ٢٧ تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٤، لمواصلة أعمال السينودس حول الموضوع “من أجل كنيسة سينودسية: شركة ومشاركة ورسالة”. وهذه الجلسة الثانية، كما حدث في تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٣، سيسبقها أيضًا يوما رياضة روحيّة في ٣٠ أيلول سبتمبر والأول من تشرين الأول أكتوبر. وفي الوقت عينه، نشرت أيضًا رسالة من البابا فرنسيس، تنص على إنشاء مجموعات دراسية للتعمق أكثر في بعض المواضيع التي ظهرت في الجلسة السابقة. وسيتم إنشاؤها بين الدوائر المختصة في الكوريا الرومانية والأمانة العامة للسينودس، التي ستقوم بتنسيقها.
في الرسالة المكرسة للتعاون بين دوائر الكوريا الرومانية وأمانة سر السينودس، يستشهد فرنسيس بالدستور المجمعي نور الأمم لكي يذكِّر بأن الكنيسة تعبر عن كيانها، “في المسيح، السر نوعًا ما، أي العلامة وأداة الاتحاد الوثيق مع الله ووحدة الجنس البشري بأسره” وأنها “تظهر بوضوح أكبر ومصداقية للعالم في مختلف الثقافات كسر شركة إرساليّة، جسدًا واحدًا، تشترك في روحه الذي يجددها ويرشدها في إعلان الإنجيل لجميع الناس”. في ضوء ذلك، نقرأ في الدستور الرسولي Praedicate evangelium حول الكوريا الرومانية وخدمتها للكنيسة والعالم أن “حياة الشركة تعطي الكنيسة وجه السينودسيّة”.
“وبشكل خاص – يكتب البابا – يؤهِّل الإصغاء المتبادل وديناميكية التبادلية في وضع الذات في خدمة رسالة شعب الله عمل مساعدة الكوريا الرومانية لخدمة أسقف روما، للأساقفة كأفراد وللمجمع الأساقفة. إن المهارات الرعوية التي تمارسها تجد هدفها وفعاليتها في خدمة المجمعيّة الأسقفية والشركة الكنسية بالاتحاد مع أسقف روما وتحت إشرافه. وفي هذا السياق تأتي مهمة الأمانة العامة للسينودس، التي تعتمد بشكل مباشر على الحبر الأعظم والتي “تدعم وترافق العملية السينودسيّة” وتعزز بروح سينودسية علاقات الأساقفة والكنائس الخاصة فيما بينهم وبالشركة مع أسقف روما.
وتختتم الرسالة بالنص على أن “تتعاون دوائر الكوريا الرومانية، وفقًا لمهاراتها المحددة، في نشاط الأمانة العامة للسينودس، وتنشئ مجموعات دراسية تُطلق، بطريقة سينودسية، التعمّق في بعض المواضيع التي ظهرت في الدورة الأولى لسينودس الأساقفة. ويجب إنشاء هذه المجموعات الدراسية بالاتفاق المتبادل بين دوائر الكوريا الرومانية المختصة والأمانة العامة للسينودس التي أوكل إليها التنسيق”.
هذا وكان قد تمَّ التأكيد في وثيقة “نحو أكتوبر ٢٠٢٤” الصادرة عن الأمانة العامة للسينودس، والتي نُشرت في ١١ كانون الأول ديسمبر ٢٠٢٣، على كيفية تركيز الجمعية القادمة على موضوع المشاركة، فيما يتعلق بممارسة السلطة، كتعبير عن الشركة في خدمة الرسالة. أي أنها ستتعمّق في كيفية عيش السينودسية على جميع المستويات في الكنيسة. والآن يوضح قرار البابا أن بعض أهم المواضيع التي انبثقت عن الاصغاء إلى الكنائس تتطلب قدرًا كبيرًا من الوقت للدراسة اللاهوتية والقانونيّة والرعوية وفقًا لطريقة سينودسيّة تضم خبراء من جميع القارات ودوائر الكوريا الرومانية بحسب اختصاصاتها. في الوقت الحالي، يتم تحديد مجموعات الدراسة التي سيتم تشكيلها وحول أيّة مواضيع. وقد أشار التقرير الموجز الذي تم التصويت عليه في نهاية جلسة أكتوبر الماضي إلى بعض هذه المواضيع، مثل تحديث بعض القواعد القانونية، وتنشئة الكهنة، والعلاقات بين الأساقفة والرهبانيات، والبحث اللاهوتي والرعوي حول الشماسية.
إن مساهمات مجموعات الدراسة، كما يتبين من وثيقة الأمانة العامة التي نشرت في كانون الأول ديسمبر ومن الرسالة التي نشرها الأب الأقدس يوم السبت، ستكون أدوات مفيدة لتأمل الكنيسة بأكملها ولكنها لن تشكل بشكل مباشر موضوع المناقشة والتمييز لجلسة السينودس القادمة، والتي ستركز على السينودسيّة كتعبير عن الشركة في الحياة الكنسية. أخيرًا، من المهم أن نلاحظ الدور الموكل إلى الأمانة العامة للسينودس بقيادة الكاردينال ماريو غريش، والتي ستتولى تنسيق العمل مع الدوائر الفاتيكانية. هيئة لا تشكل جزءًا من الكوريا الرومانية ولكنها تتبع أيضًا البابا بشكل مباشر.
كذلك يوم السبت أيضًا، عين البابا فرنسيس ٦ مستشارين جدد في الأمانة العامة للسينودس، بالإضافة إلى العشرة الحاليين. والمستشارون الجدد هم: المونسنيور ألفونس بوراس، النائب الأسقفي لأبرشية لييج (بلجيكا)؛ جيل روتييه، أستاذ اللاهوت في جامعة لافال (كندا)؛ وأورموند راش، أستاذ لاهوت في الجامعة الكاثوليكية الأسترالية؛ الأخت بيرجيت فايلر، أستاذة لاهوت في الجامعة البابوية الكاثوليكية في بيرو؛ البروفيسورة تريشيا سي. بروس، الرئيسة المنتخبة لجمعية علم اجتماع الدين، وماريا كلارا لوتشيتي بينغمر، أستاذة لاهوت في الجامعة البابوية الكاثوليكية.