لو 15-7: أقولُ لكُم: هكذا يكونُ الفَرَحُ في السَّماءِ بِخاطئٍ واحِدٍ يَتوبُ أكثَرَ مِنَ الفَرحِ بِتسعَةٍ وتِسعينٍ مِنَ الأبرارِ لا يَحتاجونَ إلى التَّوبَةِ.
فيما تبقى من أسبوع الفريسي لنتأمل يا إخوة في ذواتنا ونعترف بخطايانا بتواضع وانسحاق قلب ولا نكبت خطايانا في قلوبنا لأنها نقاط سوداء تسود صفحة القلب الأبيض .
لا أحد يقول أنه بلا خطيئة فالكل أخطئوا وأعوزهم مجد الله كما يقول الكتاب ويقول أيضا : كلنا كغنم ضللنا ليس من يصنع صلاحا ليس ولا واحد ويخبرنا سفر الأمثال 7 بأن البار يخطئ 7 مرات في اليوم .
إن القائل أنا أحسن من فلان الذي يصلي ويصوم وأفضل من الكاهن فلان قد تغلغل غرور الفريسي في قلبه فلن تُقبل صلاته ولا أي عمل يقم به لأنه أرجع صورته المشوهة بالكبرياء .
هنالك شخص واحد فقط يمكنه نقل خطاياك من حسابك إلى حساب الصليب هو الذي صُلب عليه بالجسد والرب وضع عليه إثم جميعنا بحسب أشعيا النبي .
تأمل ولا تقرأ الآية بشكل عابر :
لو 15-7: أقولُ لكُم: هكذا يكونُ الفَرَحُ في السَّماءِ بِخاطئٍ واحِدٍ يَتوبُ أكثَرَ مِنَ الفَرحِ بِتسعَةٍ وتِسعينٍ مِنَ الأبرارِ لا يَحتاجونَ إلى التَّوبَةِ.
هل تعرف وهل تعرفي كيف يكون فرح السماء بخاطئ واحد يتوب ؟
هل تستطيع التأمل كيف يكون هذا الفرح ؟
هل فرح السماء كفرح الأرض ؟
سأخبركم .
حين يتوب خاطئ واحد تتخلخل السماء بمن فيها فالمجامر تُملأ بخورا عطرا والملائكة تشتد في التسبيح للإله الجالس على العرش وصلوات القديسين تتصاعد نحو عرش الله مع البخور والقديسون حول عرش الله يسجدون .
هذه هي صورة الفرح السماوي كما اقتبستها من أصحاحات سفر الرؤيا إنه فرح مقدس كل التقديس وهو أشد من كل فرح أرضي .
بحسب كلمة الرب كلنا تحت نير الخطيئة فلنتأمل ونكشف خطايانا ونتوب عنها لنكون سببا في فرح السماء المتجدد أبدا .
لا تتردد بحصر خطاياك والاعتراف بها أمام أبيك الروحي فالأب الروحي يمثل في تلك اللحظة حضور الله ويمثل الجماعة المؤمنة فالخاطئ يخطئ تجاه الله وتجاه الجماعة المؤمنة بالتدريج .
إحمل خطاياك كلها ومارس سر الاعتراف بلا خجل ولا خوف فالاعتراف بالخطايا بخجل وكسوف أفضل من أن تحملها معك إلى القبر لتكون تلك الخطايا جمرات نار تحرقك نفسا وجسدا .
يقول القديس يوحنا الحبيب في رسالته الأولى : إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل أن يغفر لنا خطايانا ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطيئة .
لا تتردد في تنقية نفسك بالتوبة والاعتراف فالتوبة والاعتراف والندامة تريحك من نير ثقيل يجثم على صدرك لتحمل نير المسيح القائل : لأن نيري هين وحملي خفيف .
يا رب
أومن بكلامك أنه كلام الحياة
اقبلني أنا الآتي إليك بعجزي
وإسرافي وكبريائي الكاذب
احملني على كتفيك كما حملت الخروف الضال
وأرجعني إلى صيرة الخراف الناطقة
لأعيش الحمد والتسبيح لعزتك أبدا
لا تدع شيطان الكسل يملك علي
بل اقبلني تائبا وهبني الخلاص
واقبل توبتي وتوبة أبنائك
وليكن فرح التوبة سماويا ولو كنت على الأرض
امنحني بصيرة نيرة لأتأمل الفرح السماوي يوم توبتي
ولا تقصني وتمحو اسمي من سفر الحياة
فتكون حياتي كلها مشوار توبة واعتراف لأنال
منك الخلاص والتبرير .
آمين