“احتفلتُ اليوم مع كهنة آخرين بالقداس الإلهي على النصب التذكاري للقديس بورفيري ، أسقف غزة في القدس . صلينا اليوم ونصلي له من أجل جميع سكان غزة وقطاع غزة، حيث كان أسقفا ونال الكثير من النعم من الرب”. يتحدّث الأب رومانيلي، كاهن رعية الكنيسة اللاتينية في غزة، المكرسة للعائلة المقدسة الى وكالة فيدس عن الصلوات والدعاءات التي يقوم بها مسيحيو غزة يشفاعة ومساعدة أصدقائهم في السماء، في وقت الضيقة التي يختبرونها مع جميع سكان القطاع.
وصل القديس بورفيري، المولود في تسالونيكي، إلى غزة في نهاية رحلة ارتبطت بالأرض المقدسة. عاش لمدة خمس سنوات في وادي الأردن كراهب وناسك تائب. ثم واصل رحلته إلى القدس ، حيث كان مسؤولا أيضا عن حراسة الآثار المقدسة. وأخيرا، أصبح أسقف غزة، “حيث قام بعمل عظيم لإعلان الإنجيل”.
انّ المسيحيين موجودون في غزة منذ الانتشار الأول للمسيحية. حافظ وجودهم على ذكرى مرور العائلة المقدسة الهاربة إلى مصر. توفي بورفيري في 26 شباط/ فبراير 420 ، قبل 1604 سنة بالضبط. ويوجد جزء من رفاته في كنيسة الروم الأرثوذكس في غزة التي تعرضت للقصف. ويضيف الكاهن الأرجنتيني انّ “الأسقف المقدس هو عضو في معهد الكلمة المتجسد وهو أيضا شفيع جماعتنا الدينية في غزة. الكنيسة داخل بيت الكاهن مخصصة لاسمه “.
لم يتمكن الأب غبربيل، الذي كان في أوروبا في بداية شهر تشرين الاوّل/ أكتوبر، من العودة إلى غزة بعد بدء الحرب، لكنه كان على اتصال كل يوم مع أبناء رعيته، بعد معاناتهم يوميا. ويقول لوكالة فيدس”.
وقال لوكالة فيدس: “إن غالبية الجماعة المسيحية في قطاع غزة لا يزالون لاجئين في كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية، في حي الزيتون، على بعد مئات الأمتار من الكنيسة الأرثوذكسية التي تضم ذخائر القديس بورفيري” . توجد في جنوب القطاع بعض العائلات المسيحية، وهم أناس ذوو إيمان عظيم، ينتظرون ويتضرعون أن تنتهي درب الصليب هذه، وهذه الجلجلة لجميع المواطنين، بتحرير جميع المحرومين من الحرية، من جهة. ومن ناحية أخرى، يعالج الجرحى عشرات الآلاف، أكثر من 69 ألفاً، ويدفن الموتى ويمكننا البكاء على قبورهم”.
ويقول الأب رومانيلي :” لقد تحولت شوارع غزة إلى مقابر. بمجرد توفر قطعة أرض رملية، يتم دفن الموتى هناك. يوجد في غزة أكثر من 29,000 ضحية، 12,000 منهم على الأقل من الأطفال. بالإضافة إلى حوالي 7 آلاف مفقود. نواصل الصلاة، ونطلب من المجتمع الدولي وجميع السلطات وجميع الذين يملكون السلطة أن يفعلوا كل شيء لوقف هذه المجزرة. آمل ألا نستمر في هذه الحرب التي تؤذي الجميع، إسرائيل وفلسطين على حد سواء. دعونا نصلي من أجل أن يعيد بورفيري، من خلال شفاعته، نسمة من العدالة والسلام إلى هذا الجزء من الأرض المقدسة الذي هو قطاع غزة”.
نقلا عن وكالة فيدس