ترأس في جزيرة قبرص غبطة الكاردينال بييرباتيتسا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، بمشاركة نيافة الكاردينال فورتوناتو فريزا، مدير احتفالات جمعية فرسان القبر المقدّس وسيادة المطران سليم صفير، رئيس أساقفة قبرص للموارنة، لمنح السيامة الأسقفية لسيادة المطران برونو فريانو الفرنسيسكاني بعد مرور 340 سنة على وجود آخر مطران للكنيسة الكاثوليكية في جزيرة قبرص.
“نحن هنا في هذا المكان الخاص لحدث خاص، هو سيامة أسقفٍ لاتيني لخدمة جزيرة قبرص. آخر أسقف لاتيني مقيم في الجزيرة تُوُفِّيَ قبل ٣٤٠ سنة بالضبط. فيمكننا أن نقول إن ما نعيشه اليوم هو لحظة تاريخية لكنيستنا وللبطريركية اللاتينية وللجميع أيضاً. إنها لحظة احتفال، لحظة جميلة في الكنيسة، وآمل أن تساعدنا جميعًا على تعزيز إحساسنا بالجماعة والوحدة”. من عظة غبطة الكاردينال
بمشاركة نيافة الكاردينال أميركو أغويار، كاردينال شطوبر (البرتغال) والكاردينال أوديللو شيرري، متروبوليت ورئيس أساقفة سان باولو (البرازيل) وسيادة المطران جان بيترو دال توزو، السفير البابوي في الأردن وقبرص، وما لا يقل عن 40 أسقفاً ومئات الكهنة ومشاركة كهنة البطريركية اللاتينية، إذ تعتبر قبرص جزء من أبرشية القدس، وطلبة المعهد الإكليريكي في بيت جالا الذين أشرفوا على خدمة المذبح، والرهبان الفرنسيسكان، ومختلف الرهبانيات والمؤمنين وفرسان وسيدات القبر المقدّس فهناك. كما وشارك في السيامة غبطة البطريرك جوارجيوس الأول، رئيس أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية في قبرص وممثل عن البطريركية الأرثوكسية في القدس، ومطران الأرمن في قبرص، ورؤوساء الكنائس الإنجيلية.
ومن الجهات الحكومية وممثلاً عن وزير الدولة، وزير الدولة لشؤون الثقافة، ورئيس المحكمة العليا، ووزير الداخلية، وممثل عن الشؤون الخارجية، وممثل عن الأمم المتحدة، وممثل عن الكنيسة اللاتينية والمارونية في المجلس النيابي، وعدد من الشرطة والأجهزة الأمنية والدبلوماسيين. وقد حضر من إيطاليا عدد من أهل المطران الجديد وأقاربه وأصدقائه الذي رغبوا بالمشاركة في هذا الإحتفال البهيج، فقد ضمت القاعة أكثر من 1300 مشارك.
بدء الاحتفال بدخول موكب الخدام والكهنة وقد رافق عرابا الأب برونو كلا من الأب فرانشيسكو باتون، حارس الأراضي المقدسة، والأب أنطون هريمات، من كهنة البطريركية اللاتينية إلى المكان المخصص له، وقد أحيت الجوقة والمكونة من مختلف أبناء رعايا قبرص اللاتينية القداس الإلهي بترانيم متنوعة وبعدة لغات كالإنجليزية واللاتينية واليونانية.
في عظته يوجه غبطته الكلام للمطران الجديد قائلاً: “إن التحديات الرعوية الجديدة التي ملأت الحياة في قبرص أيضًا، منذ بضع سنوات، تتطلب حضورًا كنسيًا قويًا بشكل متزايد، وخدمة رعوية مختلفة ومزيدًا من الشجاعة التي تقدمها لمؤمنينا الموجودين في شتى أنحاء الجزيرة، وقد يكونون مرارًا في أوضاع اجتماعية هشة للغاية… ليكن همك الأول أن تكون قريبًا من الجميع، وأن تدعم احتياجات الجميع، قدر الإمكان، عالماً بأن مهمتك الأولى هي أن تكون على صورة الراعي الصالح، وأن تقود الجميع إلى اللقاء مع المسيح القائم من بين الأموات، الراعي الصالح الأوحد والحقيقي”.
وفي إشارة إلى ضرورة بناء مخطط رعوي للعمل السليم والحقيقي في قبرص يقول غبطته: “إن الخطة الرعوية الأولى، بل الوحيدة، التي يجب عليك تقديمها هي الشهادة أن أجمل شيء يمكن أن يحدث في حياة المؤمن هو اللقاء مع المسيح، وأن تستمد الجماعة المسيحية حياتها من الإفخارستيا، قبل أي نشاط آخر. ابذل كل ما في وسعك، لتجسِّدَ حياة المسيح في حياة جماعاتنا المؤمنة، من خلال: الخدمة، كن خادمًا، وأحبِبْ مجانًا، دون توقع أي شيء. قدِّمْ حياتك، يومًا بعد يوم، للقطيع الموكول إليك”.
تقام رتبة السيامة مباشرة بعد العظة، وتبدأ بسؤال غبطة الكاردينال عن استعداد الأسقف المنتخب لهذه المهمة في الكنيسة الكاثوليكية، ومن ثم يستلقي على وجهه علامة على موته عن حياة الأرض وولادته للحياة الجديدة، بينما نترنم بنشيد القديسين، يليها نهوض الأسقف المنتخب بينما يقوم العربان بحمل الكتاب المقدّس فوق رأسه ويتلوا خلالها صاحب الغبطة صلاة التكريس.
يمسح صاحب الغبطة رأس الأسقف المنتخب بزيت الميروان علامة على التكريس، بينما يمسح غبطته الكهنة على راحة اليد، ومن بعدها يسلم له الكتاب المقدس، دستوراً لحياته، ويمنح رموز الأسقفية الثلاث: الخاتم والصولجان والتاج. وبعد ذلك يطلب صاحب الغبطة من سيادة المطران برونو فاريانو أن يصعد على كرسيه أمام الجميع، ليقف بين القطيع الموكل إليه في خدمته.
ومع ختام القداس وقبل البركة النهائية، يقوم سيادة المطران برونو فاريانو بدورة احتفالية حول المؤمنين ليمنحهم بركته الأولى كأسقف لهذه الجزيرة، ومن ثم يختتم القداس ببركة صاحب الغبطة.