إقامة لعازر من الموت تغيظ رؤساء الكهنة، لماذا؟ بقلم القس سامر عازر

حدث إقامة لعازر من الموت بعد أن أنتن أربعة أيام في قبره أثار موجة كبيرة من إنتباه الجموع، فأتت الجموع جماعاتٍ وزرافاتٍ إلى بيت عنيا
( بلدة العيزرية) لترى بأّم أعينها ما حدث مع صديق يسوع الذي أقامه وأعاد له الحياة.
ومن جملة ما أثاره حدثُ إقامته هو حنق وغيظ رؤساء الكهنة لأنَّ المسيح بمعجزته هذه قد حوّل دائرة الإهتمام منهم نحو شخصه الكريم، فكثيرون من اليهود تبعوه وآمنوا به بسبب معجزة إقامة لعازر.
ولذلك تأمروا ليس فقط ليقتلوا المسيح بل أيضاً ليقتلوا لعازر.
وهذا ليس بتصرف غريب على المجتمعات الإنسانية، فكل إنسان يحرفُ البوصلة عن من يتمسكون بالقوة والسلطان والنفوذ يتعرض لما تعرض له لعازر. وكل ذنب لعازر أنه جرت به معجزة إقامته من الموت بسلطان المسيح الإلهي “لعازر هلّم خارجاً”. ولكن، لا أظن أن لعازر كان سيكترث بكل ما حِيْكَ ضدَّه وكل الشرور التي كان يفكر بها هؤلاء الرؤساء الدينيين، وخصوصاً أنه اختبر سلطان المسيح على الحياة والموت، وهذا ما زاد تعلّق لعازر بالمسيح وإتباعه والإيمان به والمناداة برسالته السماوية بكل قوة وجرأة.
وكذلك هذا ما دعى إخت لعازر مريم على العشاء أن تكسر قارورة طيب الناردين غالي الثمن وتدهن قدمي يسوع وتمسحها بشعر رأسها. وكأن بفعلتها هذه إنما كانت تكفّنه مسبقاً للميتة التي كان سيجتازها صلباً في أورشليم. فأمام آلام المسيح وموته لا يَغْلَا شيء، فحتى طيب الناردين غالي الثمن، حيث كان ثمنه تلك القارورة أجرة عامل لعام كامل وقيمتها ثلاثمائة دينار بذلك الوقت. فعندما يفتح الله قلوب البشر لا تَعُد للأشياء قيمة أكثر من استخدامها لخدمة رسالة المسيح وكلمته المقدسة التي تعطي شفاء وحياة. ولكن يبقى هنالك أمثال سمعان الإسخريوطي الذي يعتاش على الفساد والسرقة من أمول الإئتمان وأموال الوقف وأموال الفقراء. ولكن ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟ ففساد الإسخريوطي قاده لشنق نفسه عندما إكتشف هول خياته وفساده.

وما فعلته مريم كان موضع تقدير بالنسبة إلى المسيح، لأن ما فعلته هو نبوءة لأسبوع الآلام ولدرب الصليب، ولتميم معمودية المسيح “معمودية الدم” التي قبلها من يوحنا المعمدان في نهر الأردن في بيت عنيا عبر الأردن قبل ثلاث سنوات، وذلك ليحمل ذنوب العالم وخطيئتهم ويمنحنهم قيامة مجيدة وحياة أبدية في ملكوتٍ سماوي حلّ فعلا في عالمنا بمجيء المسيح، وسيتجلى هذا المكلوت بأبهى صوره في مجيء المسيح الثاني حيث قيامة الأموات الراقدين بالرب والحياة الأبدية.
فمن يختبر قوة القيامة لا يعود يخشى شيئا ولا تعود تستبعده الماديات وإغراءاتها.