“لقد التقينا هنا في الإستاد الأولمبيّ، لكي نعطي دفعة الانطلاق لحركة الأطفال الذين يريدون أن يبنوا عالم سلام، نكون فيه جميعنا إخوة، عالم له مستقبل، لأنّنا نريد أن نعتني بالبيئة التي تحيط بنا” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في تحيّته إلى الأطفال بمناسبة اليوم العالمي الأول للأطفال
بمناسبة اليوم العالمي الأول للأطفال الذي دعا إليه الاب الأقدس والذي يُعقد في الخامس والعشرين والسادس والعشرين من أيار مايو الجاري تحت عنوان “هاءَنَذا أَجعَلُ كُلَّ شَيءٍ جَديدًا”؛ التقى قداسة البابا فرنسيس عصر السبت بآلاف الأطفال القادمين من مئة دولة في الاستاد الأولمبي في روما ضمن برنامج فنّي ضخم وقد تخلل اللقاء تحيّة للبابا فرنسيس وجّهها للأطفال جاء فيها ها نحن! لقد بدأت مغامرة اليوم العالميّ للأطفال. لقد التقينا هنا في الإستاد الأولمبيّ، لكي نعطي دفعة الانطلاق لحركة الأطفال الذين يريدون أن يبنوا عالم سلام، نكون فيه جميعنا إخوة، عالم له مستقبل، لأنّنا نريد أن نعتني بالبيئة التي تحيط بنا. “عالم جميل”، كما يقول نشيدكم. شكرًا على ذلك!
تابع البابا فرنسيس يقول كلّ شيء فيكم، أيّها الأطفال، يتكلّم على الحياة والمستقبل. والكنيسة، التي هي أُمّ، تستقبلكم وترافقكم بحنان ورجاء. في السّابع من تشرين الثّاني نوفمبر الماضي، سَعِدْتُ باستقبال بضعة آلاف من الأطفال في الفاتيكان، من مختلف أنحاء العالم. لقد حملتم في ذلك اليوم موجة من الفرح، وطرحتم عليَّ أسئلتكم حول المستقبل. لقد ترك هذا اللقاء بصمة في قلبي، وفهمت أنّه على ذلك الحديث معكم أن يستمرّ، ويمتدّ إلى أطفال آخرين كثيرين. ولهذا السّبب نحن هنا اليوم: لنواصل الحوار ونطرح الأسئلة.
أضاف الأب الأقدس يقول أعلم أنّكم حزينون بسبب الحروب. سأطرح عليكم سؤالاً: هل أنتم حزينون بسبب الحروب؟ [يجيب الأطفال]: “نعم!” – “أنا لا أسمعكم” – “نعم!”. لقد استقبلت اليوم أطفالًا فروا من أوكرانيا وكانوا يعانون من آلام شديدة بسبب الحروب. وقد أصيب بعضهم. هل الحرب هي شيء جميل؟ [يجيب الأطفال]: “لا!”. أنا لا أسمعكم. [يجيب الأطفال]: “لا!”. والسلام، هل هو شيء جميل: [يجيب الأطفال]: “نعم!”. يطيب لي أن أشعر بأنكم أطفال بهذه الطريقة. هناك أطفال لا يمكنهم أن يذهبوا إلى المدرسة. إنها حقائق أحملها أنا أيضًا في قلبي، وأنا أصلي من أجلهم. لنصلِّ من أجل الأطفال الذين لا يمكنهم أن يذهبوا إلى المدرسة، ومن أجل الأطفال الذين يتألّمون بسبب الحروب، ومن أجل الأطفال الذين ليس لديهم ما يأكلونه، ومن أجل الأطفال المرضى والذين ليس هناك من يعتني بهم.
تابع الحبر الأعظم يقول سأطرح عليكم سؤال. هل تسمعوني جيدا. هل تعلمون ما هو شعار هذا اليوم العالمي للأطفال؟ هل تعرفون ما هو الشعار؟ الشعار هو عبارة مأخوذة من الكتاب المقدس: “هاءَنَذا أَجعَلُ كُلَّ شَيءٍ جَديدًا”. هل سمعتم ذلك؟ [يجيب الأطفال]: “نعم!”. لا أعتقد. “هاءَنَذا أَجعَلُ كُلَّ شَيءٍ جَديدًا”. هل نقول ذلك معًا؟ [الجميع معًا]: “هاءَنَذا أَجعَلُ كُلَّ شَيءٍ جَديدًا”. مرة أخرى: “هاءَنَذا أَجعَلُ كُلَّ شَيءٍ جَديدًا”. هذا هو الشعار. انها جميل جدًّا. فكروا: إنَّ الله يريد هذا، أن يزول كل ما ليس جديدًا. الله هو حداثة والرب يعطينا الحداثة على الدوام.
وخلص البابا فرنسيس إلى القول أيها الأطفال الأعزاء، لنسر قدمًا ولنتحلى بالفرح. الفرح هو صحة للروح. أيها الأطفال الأعزاء، لقد قال يسوع في الإنجيل إنه يحبكم. سأطرح عليكم سؤالاً: هل يحبكم يسوع؟ – “أنا لا أسمعكم” – [يجيب الأطفال]: “نعم! والشيطان هل يحبكم؟ [يجيب الأطفال]: “لا!”. أحسنتم! تشجّعوا وسيروا إلى الأمام. الآن، إذا أردتم، لنرفع معًا صلاتنا إلى أمنا، إلى أمنا التي في السماء.
هذا وقد أجاب البابا فرنسيس خلال اللقاء على بعض الأسئلة التي طرحها بعض الأطفال وقال “أنا سعيد بوجودي معكم، لأنكم فرحون، وتتمتعون بفرح الرجاء في المستقبل”، وأضاف مجيبًا على سؤال طفلة إندونيسيّة حول إذا كان بإمكانه أن يصنع معجزة فماذا ستكون وأجاب أن يكون لدى جميع الأطفال ما يلزم للعيش والأكل وأن يذهبوا إلى المدرسة وأن يكون الجميع سعداء. هذا صحيح، قال لعلي القادم من باكستان جميعنا إخوة وأخوات. ومع ذلك، هناك الكثير من الأشخاص الذين ليس لديهم منزل أو وظيفة. “لماذا؟” سأل طفل من نيكاراغوا. “إنها ثمرة الحقد والأنانية والحرب”، أكّد الحبر الأعظم، وأضاف هناك العديد من الدول التي تنفق الأموال لصنع الأسلحة، وهناك أشخاص ليس لديهم ما يأكلونه. “صلوا كل يوم من أجل الأطفال الذين يعانون من هذا الظلم”، هي الدعوة التي وجهها البابا فرنسيس لآلاف الأطفال المتواجدين في المدرجات ومن حوله، ودعا لوقفة صمت من أجل الظلم الذي يشهده العالم.
“كيف يمكننا أن نفتح قلوب البالغين؟”، سألته إيدو من كوريا الجنوبية، بطلة الرواية القصيرة “La Casa di tutti”، وهو تمثيل لروح اليوم العالمي للأطفال، والتي تلتقي برجل بلا مأوى وتأخذه إلى بازيليك القديس بطرس. وقال البابا هناك العديد من الأشخاص المنغلقين وذوي القلوب القاسية، التي تبدو كالجدران، إن الأمر ليس سهلاً، ولكن يجب أن يكون لديكم، أيها الأطفال، هذا الوهم المتمثل في القيام بأشياء تجعل البالغين يفكرون. عليكم أن تقرعوا على أبواب البالغين وتطرحوا عليهم هذه الأسئلة وتطرحوها أيضًا على الله. “أنتم أيها الأطفال يمكنكم أن تصنعوا ثورة حقيقية بهذه الأسئلة وهذه المخاوف”.