نعيش في عالم سريع الخطى تدفعنا فيه ضغوط العمل والحياة باستمرار إلى تجاهل تجربة اللحظات الحالية بشكل كامل، ومع ذلك علينا ان نتذكر أن جودة الحياة هي من جودة علاقاتنا، عادة ما نعبر عن اهتمامنا بالآخر من خلال تقديم الهدايا، لكن هل فكرنا في الهدايا التي يريدها أحباؤنا حقًا؟ هل نعي أن الهدايا الأكثر قيمة لا يمكن شراؤها، بل تأتي مباشرة من القلب ويتم تقديمها كانعكاس للرعاية والتقدير الذي نشعر به تجاه الآخر، والتي يمكنها أن تحول العلاقة الجيدة إلى علاقة رائعة حقًا؟
من أعظم هذه الهدايا:
– الحضور: هو أعظم هدية يمكنك تقديمها لأحبائك، وهذا يعني أن يكون قضاء الوقت معهم أولوية، قد تضطر إلى تغيير الأشياء في حياتك لتوفير الوقت، لكن الأمر يستحق ذلك، عليك أن تكون حاضرًا بالفعل، بدلاً من التركيز على أشياء أخرى كتفقد موبايلك كل دقيقتين، أو محاولة الاهتمام بالمهام والأعمال الأخرى أثناء قضاء الوقت معهم، اترك كل شيء آخر وركز على التواجد معهم، استمع واصغ وكن حاضرًا حقًا، قد يتحدث أحباؤنا إلينا ولكنهم لا يُقابلون إلا بإيماءة منا، أو قد نستخف بما يقولونه كما لو أنه غير مهم، لكن إظهار الاهتمام بكلماتهم، سيكون له تأثير مختلف، فالحضور هو الطريقة التي تُظهر بها الدعم لشريكك، وتبني بها علاقات دائمة مع أطفالك، وتحقق بها الرضا في الحياة، لأن وجودك هو أعظم هدية ليس فقط لأصدقائك وعائلتك، بل لنفسك أيضًا.
– العطاء: هي واحدة من أقوى احتياجاتنا البشرية، الشيء الوحيد الذي يمكن أن يحقق لنا الرضا عندما لا يستطيع أي شيء آخر ذلك لا المال ولا السلطة، نحن لسنا هنا لنأخذ فقط، بل نحن هنا لنعطي، وأفضل طريقة لتقديمها للآخرين هي أن تعطي بعمق من نفسك ووقتك واهتمامك.
– المحبة: جميل أن تخبر أحبائك أنك تحبهم، لكن الأهم أن تُظهر لهم ذلك في أفعالك كل يوم، القيام بأشياء لطيفة وصادقة لهم، مع مراعاة احتياجاتهم ومشاعرهم، مجرد أشياء صغيرة تعني الكثير، فالمحبة تجعلنا بشرًا وتعطي للحياة معنى وهدف. تقول الام تريزا من كالكوتا: “ليس ما نقدمه هو المهم، بل الحب الذي نضعه في تقديمه.”
– الدعم: إن مجرد الإيمان بشخص آخر، وإظهار ذلك بكلماتك وأفعالك، يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا، افعل ذلك من أجل أحبائك، ادعم أحلامهم وهواياتهم، تشارك معهم، لا تكن إلا مشجعاً، سواء حققوا هذه الأحلام بالفعل أم لا، فإن إيمانك بهم له أهمية غير محدودة بالنسبة لهم.
– الغفران: يمكن أن يكون التسامح أحد أكبر التحديات التي نواجهها في الحياة، ليس من السهل أن نسامح من أساء إلينا، وقد يكون من الأصعب أن نسامح أنفسنا، عندما تستبدل توقعاتك بالتقدير، ستدرك أن التسامح ليس هدية تقدمها للآخرين، بل هو هدية تقدمها لنفسك، إنه التحرر من اللوم والغضب والألم، والقدرة على التعلم من الماضي، والتخلي عنه.
أعظم الهدايا هي التي تأتي من القلب، هذه الهدايا لا تكلف شيئًا، لكنها بالتأكيد تظهر للشخص الآخر أننا نراه حقًا وأننا نقدر كونه جزءًا من حياتنا.