ترأس بطريرك القدس للاتين غبطة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، القداس الإلهي في دير الآباء اليسوعيين في القدس بمناسبة عيد القديس أغناطيوس، مؤسس الرهبنة اليسوعية، بمشاركة المطران بولس ماركوتسو والأباتي نيقوديوس ورئيس الدير الأب ميغيل كارسيا الذي يحتفل بيوبيله الخمسين والأب بيتر ديبرول الذي يحتفل بيوبيله السبعين ولفيف من الكهنة. كما وشارك في الاحتفال ممثل عن القنصل الفرنسي، ومسؤولة الشؤون الدينية في السفارة الفرنسية، والمطران يونيب يونان، والأخ إرنان سانتوس، نائب الرئيس الأعلى لجامعة بيت لحم، بالإضافة إلى مشاركة مختلف الرهبان والراهبات والمؤمنين.
في عظته قدَّم غبطته نبذة عن حياة القديس أغناطيوس اقتصرت حول كيفية العمل بمشيئة الله تعالى هنا في الأرض المقدسة. وهذا ما كان يسعى اليه القديس، حتى تبين له أن مشيئة الله لم تقتصر على الأرض المقدسة، وإنما كان رسالته لكل العالم، حبا بالله ودفاعا عن الكنيسة المقدسة. ومتأملاً في الانجيل المقدس الذي سمعناه من الإنجيلي متى (10: 37 – 38) “مَن كانَ أَبوه أو أُمُّه أَحَبَّ إِلَيه مِنّي، فلَيسَ أَهْلاً لي. ومَن كانَ ابنُه أَوِ ابنَتُه أَحَبَّ إِلَيه مِنّي، فلَيسَ أَهْلاً لي. ومَن لم يَحمِلْ صَليبَه ويَتبَعْني، فلَيسَ أَهْلاً لي” أشار غبطته إلى الطريقة والرسالة التي فهمها وعمل على تحقيقها القديس اغناطيوس في حياته.
وأضاف غبطته: “تعتبر الرياضات الروحية التي كتبها القديس أغناطيوس، ملاذاً نجد فيها وحدة الإيمان والحياة، ووحدة الإيمان والقلب، لأن الإيمان ينير درب حياتنا اليومية حتى نصل إلى جوهر هذه الحياة وهو السيد المسيح”.
في ختام القداس، تناول غبطته الأوضاع السائدة قائلاً: “أعلم بأننا نمرّ بظروف صعبة، وبأن الحقد يملئ قلوب الكثيرين، ولكن ثقوا، هناك من يعملون من أجل السلام ويسعون إليه؛ ابحثوا عنهم وابقوا قريبين منهم، لتسيروا معهم نحو تحقيق سلام حقيقي وعادل”.
نبذة مختصرة عن حياة القديس –
القديس أغناطيوس دي ليولا (1491-1556) هو مؤسس الرهبنة اليسوعية. وُلد في عائلة نبيلة في منطقة غويبوزكوا في إسبانيا. بدأ حياته المهنية كجندي، لكن بعد إصابته بجروح بليغة في معركة بامبلونا عام 1521، بدأ أغناطيوس في التفكير في حياته وإعادة تقييمها.
أثناء فترة التعافي، قرأ عن حياة السيد المسيح والقديسين، مما أثار فيه الرغبة في التكرس. بعد شفائه، تخلى عن حياته السابقة كمحارب واتخذ قرارات حاسمة بالعيش في فقر وتكريس حياته لله، حيث أصبح كاهناً عام 1537 وبدأ في الدراسة بجدية في مختلف الجامعات الإسبانية، وسافر لاحقًا إلى باريس، حيث أكمل دراسته الجامعية.
في باريس، أسس أغناطيوس مع مجموعة من الزملاء الرهبنة اليسوعية عام 1534. أصبحت هذه الرهبنة واحدة من أهم الرهبانيات في الكنيسة الكاثوليكية، وعرفت بتفانيها في التعليم والتبشير والدفاع عن الإيمان الكاثوليكي. كتب أغناطيوس أيضًا “الرياضات الروحية”، وهي مجموعة من التأملات والتدريبات الروحية التي تُستخدم لتوجيه الأفراد في خلوتهم الروحية.
توفي القديس أغناطيوس في روما عام 1556. وبعد وفاته، استمرت الرهبنة اليسوعية في النمو والازدهار، ولعبت دورًا حيويًا في التعليم والمساهمة في تطوير الثقافة والفكر في العالم الغربي.