في الخامس عشر من آب من كل عام تحتفل الكنيسة الكاثوليكية حول العالم بعيد انتقال الطوباويّة مريم العذراء بالنفس والجسد إلى السماء. وصلت إلينا رواية رقاد العذراء مريم وانتقالها إلى السماء، من خلال الكتابات المنحولة، التي تطلق على هذا الحدث اسم “رقاد السيدة العذراء”: وتروي هذه القصة الأيام الأخيرة لسيدتنا الطوباوية مريم البتول، وتؤكد بأن الرسل قد وضعوا جسدها في قبر جديد كان يقع في وادي قدرون، وبعد ثلاثة أيام تبيّن لهم أنه فارغ.
يُعدّ هذا العيد من الأعياد المريمية المهمة. في عام ١٩٥٠، أعلن قداسة البابا بيوس الثاني عشر انتقال الطوباويّة مريم العذراء عقيدةً رسمية للكنيسة الكاثوليكية. وقد أتى هذا القرار بعد دراسة لاهوتية استمرت أربع سنوات، وقال البابا حينها: “إنها حقيقة إيمانية أوحى الله بها وهي أن مريم والدة الإله الدائمة البتولية والمنزهة عن كل عيب، بعد إتمامها مسيرة حياتها على الأرض، نُقِلَت بجسدها ونفسها إلى المجد السماوي، بسبب اتحادها بآدم الجديد اتحاداً وثيقًا “.
ذكرَ آباء الكنيسة في كتاباتهم انتقال مريم العذراء ومنهم القديس يوحنا الدمشقي: “كما أن الجسد المقدّس النقي، الذي اتخذه الكلمة الإلهي من مريم العذراء، قام في اليوم الثالث هكذا كان يجب أن تقوم مريم من القبر، وأن تجتمع الأم بابنها في السماء”. أما القديس بطرس دميانوس فيقول: “في صعودها جاء ملك المجد مع أجواق الملائكة والقديسين لملاقاتها بزفةٍ إلهية. ولهذه الأقوال نجد صدىً في الكتاب المقدس ولاسيما في سفر نشيد الأناشيد”.
الأماكن المقدسة المرتبطة بالعيد في مدينة القدس
هناك أكثر من تقليد لتحديد مكان رقاد السيدة العذراء. في القرن الخامس حدّده أسقف القدس “جوفينال” عند سفح جبل الزيتون، في وادي قدرون، وربطهُ باحتفال سنوي يُقام هناك. وفي هذا المكان يحتفل الرهبان الفرنسيسكان بالعيد سنويا. أما كنيسة رقاد السيدة العذراء الواقعة على جبل النبي داود (جبل صهيون) في القدس، فهي كنيسة تابعة للرهبان البنديكتان، مبنية على أنقاض كنائس سابقة. هناك درج يؤدي إلى قبو يُعتقد بأنه كان منزل السيدة مريم العذراء. نجد هناك تمثالًا بالحجم الطبيعي يمثل العذراء الراقدة، وهو مصنوع من خشب الكرز ومن العاج.