أعنّا يا رب
بقلم الأب الياس كرم
أنا خائف يا رب. إنّي في وسط فخاخ كثيرة، أعنّي يا رب. أنا “أُومِنُ يَا سَيِّدُ، فَأَعِنْ عَدَمَ إِيمَانِي” (مرقس ٩: ٢٤). أنا خائف يا رب، إليك أصرخ من الأعماق فاستجب لصلاتي، لا رجاء لي سواك. إقبل دموعي يا الله، فأنا ضعيف. أعتذر منك إذا سقطت في الشك، ولكن، مُدَّ يدَك وانتشلني من عمق اليأس والإحباط والوجع الذي أنا فيه. أطلب معونتك، فأدركني سريعًا، “اِصْغَ يَا رَبُّ إِلَى صَلاَتِي، وَأَنْصِتْ إِلَى صَوْتِ تَضَرُّعَاتِي.” (مزمور ٨٦: ٦).
أعيشُ مع شعبك في لبنان حالة إرباك وخوف. قصف، دمار، قتل، نزوح، جوع، عطش، مرض، أوقات صعبة نعيشها. أنظر إلينا وارحمنا، فأنت الإله الرحيم. لا تلمنا إذا كرّرنا وردّدنا صوت الاستغاثة. إلى مَن نلتجئ لسواك؟ الإحتماء بك خير من الاتّكال على البشر. أنت وحدك القادر على كلّ شيء، أمّا البشر فضعفاء.
“كلّ الأمم أحاطت بنا يا رب، ولكن باسمك سنقهرهم”. شعبك يا الله يتألم من الأشرار. أساؤوا إليه، حاصروه، نكّلوا به، لكن بقوّتك سننزع الخوف، بثقتنا بك سيباد عدونا وبقدرتك الإلهية سنتغلب على ضعفنا وخوفنا.
امام خوفي وجزعي اردد مع الرسول بولس وسفر المزامير: “حَتَّى إِنَّنَا نَقُولُ وَاثِقِينَ: «ٱلرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلَا أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي إِنْسَانٌ؟” (ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ١٣:٦) (مزمور ١١٨: ٦- ٨). ألعلّ الخوف أمرٌ طبيعي لضعفنا البشري؟ لكنّنا واثقون أنّك المعين والملجأ الأمين، وأنت الرؤوف وانت المتعطّف، اغثنا يا رب.
أعذر خوفي. عذراؤك انتابها الخوف لما انتصب أمامها جبرائيل مبشرًا. طمئنا يا رب كما طمأنتها، ألحّ عليك بالدعاء، فأزل الخوف من قلبي وعقلي. دعنا يا الله نحبّك أكثر من حبّنا لأنفسنا. دعنا نعيش حاضرنا مترجّين أبديتك. لا يبدّد خوفنا غير إلقاء الرجاء عليك. إهدنا يا رب إلى حقّك حتى نواجه الخوف، والوجع والحزن والألم. هب لنا أن نرفع التسبيح والصلاة والدعاء إلى مجدك القدّوس. دعنا نحتمل الآلام كما احتملتها على الصليب.
نحن بشر يا الله، والخوف ليس بالأمر اليسير أن ننتزعه من قلبنا، لكن “غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ الله” (لوقا ١٨: ٢٧).
إقبل يا ربّ دعائي واستجب لصلاتي وصلاة اخوتي. لك التسبيح يا الله.