النذور الدائمة لراهبة الكرمل في كنيسة “أبانا”

في دير الكرمل “أبانا” الواقع على جبل الزيتون، ترأس غبطة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، القداس الإلهي لإبراز النذور الدائمة للأخت ماري مادلين لقلب يسوع الرحيم.  

شارك في الاحتفال عدد من كهنة البطريركية اللاتينية، والأب برنارد بوجي، رئيس المعهد، وعدد من الكهنة من مختلف الجمعيات والرهبانيات. كما شارك العديد من الراهبات والرهبان، معبرين عن فرحتهم وامتنانهم للأخت ماري مادلين في هذه اللحظة الخاصة وفي هذا الموقع المقدّس في القدس.  

تأسس دير الكرمل “أبانا” في عام 1875 على يد مجموعة من راهبات الكرمل اللواتي جئن من كاربنتراس (فرنسا). يقع الدير بجوار حديقة الجسمانية، حيث علّم يسوع تلاميذه الصلاة الربانية “أبانا”. ومن الجميل رؤية هذه الصلاة مكتوبة بكل لغات العالم داخل أسوار الدير.

أثناء الاحتفال، تواجدت رئيسة الدير والرئيسة العامة برفقة الأخت ماري مادلين لقلب يسوع الرحيم، بينما شاركت سائر راهبات الكرمل كعادتهن من خلف الحاجز (لأنهن راهبات محابيس)، وقد أحيين التراتيل والصلوات المناسبة لهذا اليوم.  

في عظته، شدد البطريرك على المعنى العميق لوجودنا هنا في هذه الأرض التي تعاني من الكراهية والانقسام، مشيراً إلى عمل الله من خلال فعل تكريس الأخت ماري مادلين لقلب يسوع الرحيم نفسها وكل كيانها بالحب، لخدمة الرب.  

قال غبطته: “في الإنجيل الذي اختارته الأخت ماري مادلين، هناك كلمتان، إلى جانب كلمات أخرى، تدعوان للتأمل. الحب بالطبع هو الأهم، خاصةً بالنسبة لنا في القدس”. لكن الكلمة الأخرى التي تطرق إليها غبطته هي كلمة “الثبات”، التي تأخذ أيضًا معنى خاصًا في القدس. “أولاً، العيش في القدس والبقاء فيها ليس أمرًا بديهيًا. لكن الثبات في حب الرب، كما يطلب في الإنجيل، ليس بالأمر البديهي أيضًا. في القدس (…) من الصعب بالفعل رؤية حضور الله في علاقاتنا، خاصة في ظل هذه التوترات الأخيرة. ومع ذلك، علينا أن نثبت في هذه الأمانة”.
أشار غبطته إلى شخصيات عديدة في الإنجيل كانت مثالاً لهذه الأمانة، مثل القديس يوحنا المعمدان، حتى في أصعب اللحظات التي بدا فيها أن الأمل قد تلاشى، يبقى “الثبات بالمسيح علامة انتظار ورجاء وصبر” وهو أمر صعب في مجتمعاتنا التي تميل إلى السرعة في إيجاد الحلول. وأضاف: “لذا تعتبر الأديرة التأملية مكاناً مهماً لتذكرنا بإيقاع الله المختلف في حياتنا”.   

وختم عظته مستشهداً بالاسم الجميل الذي اختارته الأخت ماري مادلين لقلب يسوع الرحيم، داعياً الجميع إلى التوجه والتعبد لقلب يسوع الرحيم. فيسوع ليس قائد سياسي، بل أعظم من ذلك، فقد جاء باذلاً نفسه حباً بنا، وهذا هو معنى أن تكون مسيحياً اليوم في القدس، أن تكون مدعواً لتقديم حياتك حبًا مثل الأخت ماري مادلين (…) لأنه إن كانت أشياء كثيرة لا تسير على ما يرام، فإن شيئاً واحداً يتفوق على الجميع، وهو حب يسوع”.