لا يهم إن كان من نافذة في ظهيرة يوم الأحد أو في ساحة القديس بطرس يوم الأربعاء، أو أمام جمهور صغير في لقاء خاص أو حشد كبير في زيارة رسولية. المهم – رغم القنابل والصواريخ، والطائرات المسيرة وقذائف المدفعية التي تحمل رسالتها اليومية للموت، لاسيما في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية – تكرار الرسالة اليومية للسلام بإصرار وصمود.
واليوم، ١١ أكتوبر – بينما تصطدم الأخبار المروعة من الجبهات مع إعلان جائزة نوبل للسلام، التي تذكر بشبح الهولوكوست النووي في اليابان الذي أثير مرات عديدة في الآونة الأخيرة – تصل رسالة البابا فرنسيس عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد ساعات قليلة من لقائه بالرئيس الأوكراني زيلينسكي. فقد نُشرت تغريدتان سريعتان وفعالتان عبر حساب @Pontifex على X بفارق نصف ساعة بينهما، تكرران ما قيل في صلاة التبشير الملائكي في ٦ تشرين الأول أكتوبر الماضي. أول نداء يعيد التأكيد على “الحق في العيش بسلام وأمان” لجميع “الدول”. وجاء في النص: “لا يجب أن تُهاجم أراضيها، ويجب احترام سيادتها وضمانها عبر السلام والحوار”.
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، منذ أكثر من ثلاثين شهراً، وصولاً إلى رعب ٧ تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٣ واندلاع الدمار في مناطق الأرض المقدسة، لم يفوت البابا فرنسيس فرصة للصلاة، والمطالبة، والتأكيد على ضرورة الجلوس إلى طاولة الحوار في أي نزاع من أجل التوصل إلى مصالحة، سواء كان الأمر يتعلّق ببؤرة توتر أو حريق مثل آخر حريق اندلع في غزة. والتغريدة الثانية على X تتحدث بشكل خاص عن هذا، مع دعوة إلى “وقف فوري لإطلاق النار في جميع جبهات الحرب في الشرق الأوسط، بما في ذلك لبنان”، بالإضافة إلى صلاة من أجل اللبنانيين “خاصة سكان الجنوب الذين أُجبروا – كما ورد – على مغادرة قراهم، لكي يتمكنوا من العودة قريباً ويعيشوا في سلام”.
فبعد أن ذكر مئات المرات مدى جنون كل حرب، اختتم البابا التغريدة الأولى بالتأكيد على حقيقة مؤلمة ترويها الأخبار دون شفقة، وهي أن “الحرب والكراهية تحملان فقط الموت والدمار للجميع”.