طالِعُنا كما سُمِّيَت الصلاة الإسلاميّة المسيحيّة، عن مشهدٍ حضاريٍّ جدًّا، يتمثَّل بتمازجٍ يجمع ما بين تجويدٍ للشهادة الإسلاميّة “الله وأكبر- أشهدُ أنَّ لا إله إلاّ الله”، وترنيمِ المرنمة تانيا قسيس “السلام عليكي يا مريم” باللاتينيّة. مشهدٌ خلاّقٌ قَلَّ نظيره في مجتمعاتنا، يتّسم بالعيش المشترك، وتعبيرٌ واضحٌ للمعنى الحقيقيّ للعيش في المسيحيّة والإسلاميّة.
هو أولاً: يسير بالسموِّ نحو عبادة الإله الواحد في الديانتَين، وهو فسحةٌ للاعتراف بخُلقيّة السيّدة العذراء ووجودها الإنسانيّ والروحيّ المؤثِّر.
هو ثانيًا: ينقلنا إلى عالمٍ آخرٍ يتّسم بالأمل في عيشٍ يتخلّله كل المبادئ والقيم الأخلاقيّة. لا ينقُصُه سوى ارتقاء العالَمين الإسلاميّ والمسيحيّ نحو المشاركة.
هو ثالثًا: تعبيرٌ عميقٌ عن حضارةٍ تسمو فوق كل العصبيات. الصلاة الإسلاميّة المسيحيّة لوحةٌ فنيّةٌ جميلةٌ يتمازج فيها لونيّ من ألوان الديانات التي تُضفي في طيّاتها سموّ مكارم الأخلاق. يفتحُ لنا أُفقًا نيّرًا نحو الحوار الصحيح القائم على الإنسانيّة، فهل نستطيع نحنُ اليوم اللقاء للارتقاء قُدُمًا نحو العيش معًا؟