المدرسة من منظور البابا فرنسيس
مقال للأب عماد الطوال – يذكرنا البابا فرنسيس بان يسوع هو النموذج الذي يعلمنا أن نتواصل مع الآخرين ومع الخليقة. يعلمنا أن نخرج للقاء الصغار والفقراء والمهمّشين. لقد كان يبحث دائمًا عن هؤلاء الأشخاص. ويشيف قداسته لتكن مدارسنا قلوبًا مقتنعة بالرسالة التي خُلقت من أجلها، مع اليقين بأن الحياة تنمو وتنضج بالقدر الذي نبذلها في سبيل حياة الآخرين. إنَّ الحياة التي يتمُّ الاحتفاظ بها ينتهي بها الأمر في أن تصبح غرضًا للمتحف تفوح منه رائحة النفتالين، وهذا الأمر لا يساعد أبدًا.
مؤكداً بقوله: أرغب في أن تكون المدارس “مدارس مضيافة”، أي أماكن يمكننا فيها مداواة جراحنا وجراح الآخرين؛ مدارس أبوابها مفتوحة حقًّا وليس فقط بالكلام، وحيث يمكن للفقراء أن يدخلوا وحيث يمكننا أيضًا أن نذهب للقائهم. إن الفقراء يجسدون الحكمة الإنجيلية، وهي وجهة نظر مميزة يمكننا أن نتعلّم الكثير منها. مدارس لا تنغلق على نفسها في نخبوية أنانية، ولكنها تتعلم كيف تعيش مع الجميع، مدارس تُعاش فيها الأخوة، مع العلم بأن جميع الأمور مرتبطة ببعضها البعض وتُذكِّر أن الأخوة لا تُعبِّر في المقام الأول عن واجب أخلاقي، وإنما هي هوية البشرية والخليقة بأسرها. لقد خلقنا لهذه الأخوَّة… لقد خُلقنا في عائلة كإخوة.
أن المدارس المسيحية لا تركز فقط على التعليم الأكاديمي، بل تسعى لتنشئة الإنسان بصورة متكاملة، بما في ذلك الجوانب الروحية، الأخلاقية، والاجتماعية. يرى أن هذه المدارس تساعد الطلاب على اكتشاف قيم الحياة المسيحية والانخراط في المجتمع بشكل إيجابي. “المدرسة ليست مجرد جدران وصفوف دراسية؛ إنها جسر يصل بين العقول والقلوب. هي المكان الذي نتعلم فيه أن نعيش معًا، ونفهم اختلافاتنا، ونعمل معًا لبناء عالم أفضل. في كل طفل نتعلم منه شيئًا جديدًا، وفي كل معلم نجد مرشدًا يقودنا نحو الحكمة”.
ويشد بقوله: “أرغب في أن تُعلِّم مدارسكم التمييز وقراءة علامات الأزمنة، وقراءة الحياة الشخصيّة كعطيّة نكون ممتنين عليها ونتقاسمها مع الآخرين. ولتتحلى مدارسنا بموقف نقديٍّ حول نموذج التنمية والإنتاج والاستهلاك الذي يقود بشكل كبير نحو الظلم المخزي الذي يجعل الغالبية العظمى من سكان العالم يتألّمون. كما ترون، رغبتي هي أن تتحلّى مدارسنا بالضمير وأن تخلق الضمير”.
ويركز قداسته على ان التعليم أداة للتغيير: أن المدارس المسيحية تمتلك القدرة على تشكيل مستقبل أفضل من خلال إعداد أجيال من الشباب القادرين على مواجهة التحديات الاجتماعية والثقافية بروح منفتحة ومليئة بالأمل.
واخير يكرر دائما هذه الفكرة النبوية: لتكن مدارسنا مدارس تلاميذ ومرسلين. قائلا: “أرغب في أن أشجّعكم على مواصلة العمل معًا لسنوات عديدة يجمعكم الميثاق التربوي العالمي وأشكركم على خدمة تعزيز الإيمان والعدالة”.