وجه قداسة ابينا البطريرك مار آوا الثالث، بطريرك كنيسة المشرق الآشوريّة في العراق والعالم، رسالة تضامن فيما يخص الوضع الحالي الّذي تمرّ فيه الجمهوريّة اللبنانيّة وتاليا ما جاء في الرسالة:
طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يدعون” (مت 5: 9)
نعرب في كنيسة المشرق الآشورية في العالم، عن قلقنا البالغ من الاحداث الأليمة والعصيبة التي تشهدها الحرب في لبنان، والتي تثقل كاهل الشعب عامةً، دون تميز في العرق والدين، وتعلن عن دعمنا الكامل والشامل
للسلام وسيادة لبنان، على أمنه واستقراره.
إن أمن الوطن في لبنان هو مسؤولية الجميع، والكنيسة بقلوبها المصلية، وأذرعها الداعية للسلام، ترفع صلواتها أمام عرش الله، لكي ينعم على بلد الأرز والقديسين سلامه الشامل، وتدعو أن تتوقف جميع الأنشطة التي تزيد من عناء الشعب، والتي لا تولّد إلا الألم والمعاناة، وأن تسهم جميع الدول في تحمل مسؤوليتها الإنسانيةوالأخلاقية في وقف الحرب، حفاظاً على أرواح الأبرياء وسلامة لبنان. وأمام أخبار فقدان أفراد وعوائل لحياتهم، نبتهل إلى الرّب القدير أن يعزي قلوب احبائهم، وأن يمن على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل. تصلي من أجل المهجرين الذين اضطروا للمغادرة، بأن يغمرهم الرب بحمايته لكي يعودوا بسلام الى ديارهم.
حباً بالسلام ووحدة لبنان، الذي طالما كان رمزاً للتعايش والمحبة نطلب من فادينا ومخلصنا يسوع المسيح، أن يغدق على الجميع بوافر نعمته وبركته، وأن يملأ قلوب الجميع بسلامه وعدله ليعيش الشعب سوية في تناغم واحد، وأن يلهم الجميع، وحدة القلب والفكر في صنع وطن هو البيت المثالي لكل الانتماءات الدينية، والقومية والفكرية، ليصبح لبنان زاوية التألق الحضاري والإنساني.
صدر من القلاية الأسقفية بمدينة ملبورن – استراليا، 13 تشرين الأول 2024