خلال شهر تشرين الأوّل 2024، يستضيف الفاتيكان الدورة الثانية من السينودس حول السينودسيّة تحت عنوان “من أجل كنيسة سينودسيّة: الشركة والمشاركة والرسالة”. وقد دعا البابا فرنسيس ما يقارب 400 ممثل لشعب الله بأكمله إلى تمييز رسالة الكنيسة بشكل جماعي، كما ورد في مقال نشره القسم الإنكليزي من زينيت، نقلاً عن شرح للكاردينال مايكل تشيرني (عميد دائرة التنمية البشريّة المُستدامة). تأتي كلمة “سينودس” من كلمتين يونانيّتين تعنيان “معاً” و”طريق”، لذا فإنّ جمعهما ينقل فكرة “السَّير معاً”. هناك تاريخ غنيّ للسينودسيّة في الكنائس الشرقيّة، فيما تستخدم بعض الطوائف البروتستانتيّة الكلمة كمرادف لـ”المجمع”. لكن اليوم في الكنيسة الكاثوليكيّة، تدلّ كلمة “السينودس” على المزيد. فوفقاً لتعاليم البابا فرنسيس (الذي يستند إلى المجمع الفاتيكاني الثاني)، تُشير السينودسيّة إلى المشاركة الفعّالة لجميع المؤمنين في حياة الكنيسة ورسالتها. إنّه عمل من 4 أقطار العالم امتدّ من عام 2021 إلى عام 2024 لتحضير السينودس حول السينودسيّة وإدارته. وهذا يسمح للكنيسة الكاثوليكيّة بالتعرّف على السينودسيّة من خلال ممارستها (بدلاً من معالجتها من خلال التعاليم والوثائق)، علاوة على اختبارها وتحسينها. غالباً ما ينظر الناس إلى الكنيسة على أنها عمودية – حيث تتدفّق السلطة إلى الأسفل من الأعلى، والمستوى الأدنى، فالعلمانيّين، لتصل إلى مَن ليس لديهم أيّ سُلطة على الإطلاق. إلّا أنّ السينودسيّة تمكّن جميع أعضاء الكنيسة – الرجال والنساء، الشباب والكبار، رجال الدين، الأساقفة والبابا، كل بحسب دعوته وكلّهم تحت إرشاد الله. الجميع مدعوّون للمساهمة في تحديد المسار وتحديد الخيارات، إيجاد الطريق إلى الأمام، لتتّخذ في النهاية السُلطة المناسبة القرار النهائي. في قلب العمليّة السينودسيّة، هناك لقاء الآخرين والاستماع إليهم، وتجاوز الاختلافات التي تسبّب الانقسام. هذا الحوار الصّادق هو ما تحتاجه الكنيسة الآن، والمجتمعات بعد أكثر من الكنيسة. من عام 2025 فصاعداً، ستصبح السينودسيّة بشكل متزايد الطريقة المعتادة التي تنفّذ بها الكنيسة رسالتها وتدير شؤونها.