ضمن جولتها الأوروبيّة الأولى، حطّت أوركسترا «كنّارة» السريانيّة في مدنٍ عدّة تعزف للمحبّة وترنّم للسلام، بمشاركة نخبة من عازفيها ومرنّميها يقودهم المايسترو الأب دريد بَرْبَر.
واستهلّت «كنّارة» جولتها في كاتدرائيّة القدّيس إيريناوس في ليون الفرنسيّة، مشاركةً في احتفاليّة الذكرى العاشرة لتوأمة أبرشيّتَي ليون والموصل، بحضور بطريرك السريان الكاثوليك إغناطيوس يوسف الثالث يونان والمطران أوليفييه دي جيرماي رئيس أساقفة ليون وعدد من الأساقفة والكهنة وحشد المؤمنين.
تتالت بعدها الأمسيات في ستراسبورغ وباريس، وأخرى في مدينة كولن الألمانيّة. وقدّمت «كنّارة» في خلالها باقةً من الألحان الطقسيّة والتراتيل الكنسيّة، فضلًا عن «قِيْنات-أغانيّ» تراثيّة بالسريانيّة والسورث والعربيّة ومقطوعات من الموسيقى العراقيّة.وأعرب بَرْبَر، قائد الأوركسترا ومؤسّسها، في حديث إلى «آسي مينا» عن غِبطته بهذه المشاركة، وقال: «إنّها لبركة عظيمة أن نلتقي أهلنا مسيحيّي العراق في دول الاغتراب، والمحبّين والمساندين من الشعبَين الفرنسيّ والألمانيّ. ويسرّنا أن نكون صِلة الوَصل بين هؤلاء جميعًا وبين ثقافة وطننا وحضارته وتراثه وفنّه».وشكر الجهات والمنظّمات الإنسانيّة الداعمة والداعية إلى هذه الجولة، لا سيّما إرساليّة العائلة المقدّسة للسريان الكاثوليك في ليون، وكلّ من شجّع الأوركسترا وأسهم في نجاح أمسياتها.
وتابع: «يشكّل حضور كنّارة بموسيقاها وتراتيلها المشرقيّة فرصةً لتعميق ارتباط المغتربين بالوطن الذي غادروه بأجسادهم متفرّقين في البلدان، لكنّ قلوبهم ما زالت فيه».وأكّد بَرْبَر أنّ «رسالة كنّارة اليوم إلى جميع من حضروا أمسياتها وإلى العالم أجمع: رغم ما أصابنا من آلامٍ وفواجع، فإنّ شبابنا، أعمدة الكنيسة ومستقبلها، لم يحملوا سيفًا بل آلاتٍ موسيقيّة مرنّمين للسلام والمحبّة والإخاء».