تتعاقب المبادرات الدوليّة بشأن لبنان، وتتراكم المساعدات الإغاثيّة المرسَلة إليه، فيما المطلوب الجوهري: وقف النار. في بلدٍ باتت أجزاء كبيرة منه ركام حجر، يتمسّك اللبنانيون عمومًا والمسيحيون خصوصًا بكلّ خيط أمل يوحي بأنّ صوت الدبلوماسيّة يعلو على صوت الميدان الصاخب.
من بين أبرز المبادرات الدوليّة مؤتمر الدعم الذي احتضنته فرنسا أمس بمبادرة من رئيسها إيمانويل ماكرون. مؤتمر فاق التوقعات لجهة أموال الدعم، من دون أن يخرج بطرح صلب لوقف إطلاق النار. ومع ذلك، كانت نتائجه محطّ تقدير في لبنان.
بمبلغ مليار دولار خرج «المؤتمر الدولي لدعم لبنان وسيادته» في باريس. مبلغ توزّع بين 800 مليون للمساعدات الإنسانية و200 مليون للجيش اللبناني. وعدا عن المساعدات المادّية، برز الدعم الفرنسي الصريح لحلٍّ يعيد إلى بلاد الأرز سلامها. فقد أكّد ماكرون ضرورة «انتهاء حرب الآخرين على أرض لبنان». وشدّد على «وقف الحرب فورًا».
أمّا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي فأشار إلى أنّ «الحكومة اللبنانية على ثقة بأنّ وقف إطلاق النار سيكون له تأثير فوري في تهدئة التوترات على الجبهة الجنوبية اللبنانية ويمكن أن يمهد الطريق لاستقرار مستدام طويل الأمد». ومساءً، عاد ليؤكد أنّ «الحل يبدأ بتطبيق القرار 1701»، شاكرًا فرنسا وماكرون تحديدًا على «كلّ ما فعله لأجل لبنان».
إنسانيًّا، كانت لافتةً كلمة رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميرجانا سبولياريتش إذ قالت إنّ «التصدي للمعاناة التي يعجز العقل عن تصور أبعادها، بسبب الحروب الدائرة من دون اكتراث لأرواح المدنيين أو كرامتهم، يتجاوز بكثير قدرة العمل الإنساني منفردًا».
وشدّدت على ضرورة «السماح للنازحين بالمغادرة في ظروف آمنة، وحماية المستشفيات والمرافق الطبية، وتدفُّق المساعدات بلا عوائق وتوزيعها على نحو موثوق به في جنوب لبنان».